الثورة – سمير المصري:
تعاني معظم مدن ومناطق وبلدات محافظة درعا من ازدياد ظاهرة انتشار الكلاب الشاردة في الأحياء السكنية والشوارع والحدائق العامة، وباتت تشكل خطراً كبيراً وقلقاً على حياة المواطنين، ولاسيما الأطفال منهم.
شكاوى عديدة من المواطنين في مختلف أنحاء المحافظة، يطالبون فيها الجهات المعنية بضرورة وضع حلول جذرية لمعالجة هذه الظاهرة، التي ازدادت مؤخراً بسبب ضعف طرق المكافحة، وبالتالي ازدياد أعداد هذه الكلاب الضالة التي باتت تتسبب بحوادث مؤسفة وتهديد لحياة المواطنين.
حيث طالبوا الجهات المعنية بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للحد من ظاهرة انتشار الكلاب الشاردة التي باتت تشكل رعباً حقيقياً للأهالي لانتشارها الكبير في الفترة الأخيرة، و خاصة ضمن الأحياء وعند مداخل الأبنية، وهذا يمنع الكثير من المواطنين من حرية الحركة والتنقل، وخاصة في ساعات الليل والصباح الباكر، وهي أصعب الأوقات لتجمع هذه الكلاب الضالة، وتخوفهم على أبنائهم عند توجههم إلى مدارسهم وأعمالهم بعد أن شهدت الكثير من الأحياء هجوماً لتلك الكلاب، مجتمعة على شكل قطيع أو منفردة من دون مكافحة من الوحدات الإدارية في المحافظة.
وذكر مسؤول قسم داء الكلب في مشفى درعا الوطني حازم الشحادات، أن عدد الأشخاص الذين راجعوا الشعبة لتلقي العلاج الطبي اللازم من جراء تعرضهم لعض الكلاب، بلغ منذ بداية العام الحالي 116 شخصاً، حيث تنوعت الإصابات ما بين الخفيفة والمتوسطة، وجميعهم تماثلوا للشفاء.
وبين أن المصاب بعضة الكلب، يحتاج إلى أكثر من جرعة، وعلى مراحل عدة حتى يتماثل للشفاء بشكل صحيح، و هناك حالات للمصابين الذين يتعرضون لعضة الكلاب المسعورة في الرأس والعنق والوجه والنهايات العصبية، تحتاج إلى اللقاح، بالإضافة إلى المصل المضاد للعضات، مشيراً إلى عدم توفر اللقاح والمصل المستخدم ضد داء الكَلب بشكل مستمر في المشافي والمراكز الصحية العامة، بسبب آلية استجرار هذه اللقاحات والمصول بشكل مركزي عن طريق وزارة الصحة لتقوم بتوزيعها على المحافظات على فترات متباعدة، الأمر الذي يدفع الكثير من المصابين الذين يتم إسعافهم للمشافي العامة إلى شرائها من المشافي والصيدليات الخاصة على نفقتهم وبتكاليف عالية للدواء، وخاصة الإبر بعد أن وصل سعر الإبرة الواحدة إلى أكثر من 150 ألف ليرة، الأمر الذي حمّلهم أعباء مادية إضافية.
وطالب الشحادات بضرورة توفر غرفة خاصة لقسم داء الكلب في مشفى درعا الوطني، وتأمين كل ما تحتاجه من مستلزمات من ثلاجة وأدوية إسعافية ولقاحات ومصول وغيرها، بغية تقديم العلاج اللازم للمصابين.
من جهته،أشار رئيس دائرة الشؤون الصحية في مجلس مدينة درعا مهند عيسى إلى ورود الكثير من الشكاوى حول انتشار ظاهرة الكلاب الشاردة ضمن أحياء المدينة وبين أبنيتها السكنية، لافتاً إلى التقصير في عمليات المعالجة والمكافحة.
وبين أنه يحق لكل مواطن قتل أي كلب من الكلاب الشاردة وإبلاغ المجلس لإزالة الجثة النافقة، ولا يترتب عليه أي شيء قانونياً، لأن انتشار ظاهرة الكلاب الشاردة ظاهرة خطرة على الصحة، بغض النظر على وجود هجوم مباشر أو غير مباشر من تلك الكلاب لنشرها للأمراض المشتركة، وخاصة مرض داء الكلَب وغير ذلك من الأمراض الطفيلية التي تنتشر عن طريق الكلاب الشاردة، وهو ما يشكل إيذاء للمجتمع بشكل غير مباشر، مؤكداً أن أي مواطن لديه قدرة على قتل أي من تلك الكلاب، فهو بمنزلة مساعدة للمجلس.