الذي يدفع للمقاومة والصبر على العطش والمظالم هو ذلك الاحتلال الذي يقطع مياه الشرب وشرايين الحياة في المناطق التي يحتلها في سورية.. وغيرها من الدول.. نصبر ونقاوم حتى لا نجعل المحتل يشعر لحظة أنه سيهزم روح المقاومة في إنسانيتنا الصلبة.
النظامان الأميركي والتركي يعيثان فساداً وتنكيلاً بجوهر الإنسانية في كل مكان ويستثمران كل عناوينها وشعاراتها البراقة لتمديد حالة احتلال المناطق التي تُخرّب وتَسرق آلتهم الإجرامية منها كل شيء.. قمح ونفط ومياه.. ودماء… سياسات دنيئة تعتمد تسميم الأجواء ونشر شبح الفوضى والحروب.
الزمن يدور بسرعة وسنعيش ونذكّر المحتل ومن ترزح من الدول تحت الاحتلال ستذكره أيضاً أننا أهل الأرض والثروة بعد أن تتحرر كل المناطق المحتلة من دنسه ودنس المارينز الأميركي والانكشارية الجديدة.. وأمام حطام الحرب ونزيف البشر والحجر يصمد أهلنا وأصدقاؤنا ويجابهون المحتل بصلابة لا تنطفئ جذوتها، على الرغم مما رأت العيون من أهوال لا تُوصف.
النظام التركي اليوم يحتل مناطق من سورية ويرغب في البقاء في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية من هناك… فمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان زعم أن الجيش التركي سيلعب دوراً رائداً في ضمان أمن مطار كابول بعد انتهاء مهمة الناتو في أفغانستان.. هذا ما اتفق عليه جوزيف بايدن ورجب أردوغان.
ولأنهما وجهان لعملة احتلال واحدة فإن واشنطن لا تمنع أنقرة من بناء نفوذها في تلك المناطق التي لا تقع في إطار النفوذ الأميركي تقليدياً.. بما في ذلك القوقاز وآسيا الوسطى، وجزئياً في جنوب آسيا و(الشرق الأوسط)…وفقاً للمصالح الأميركية .
لعبة المصالح بين الاحتلالين التركي والأميركي تطفو على السطح بين الحين والآخر وهي لعبة خطيرة هدفها خلق المزيد من مناطق الاحتلال والضغط على موسكو وبكين وهي تزيد من عمق التوترات في العالم وفي الدول والمناطق التي تستهدفها آلة احتلالهم البغيضة… ولن يبقى العالم مكتوف الأيدي … فالتحرك الأميركي التركي نحو التوسع والنفوذ تحت مزاعم إنسانية وأمنية سيجابه بقبضة من حديد تفشل كل ما خطط له فكر المحتل المعتدي على جوهر الإنسانية في كل المعمورة.
المقاومة حاضرة دائماً وأبداً وهي ترد بين الحين والآخر وقادمات الأيام ستثبت أن زوال الاحتلال في أي مكان مرهون بسواعد المقاومين.. والسماء ستمطر وابلاً من الرصاص على آلياتهم وجنودهم المرتزقة وقواعدهم غير الشرعية في كل مكان.
البقعة الساخنة – منهل إبراهيم