في احتفالية اليوم العالمي للسكان الهيئة السورية تستعرض أولويات البرامج والخطط الوطنية السكانية

الثورة أون لاين – ميساء الجردي:

بمناسبة اليوم العالمي للسكان أقامت الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان اليوم بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة احتفالية تبين أهمية هذا اليوم كحدث سنوي يصادف في 11 تموز، تجدد معه أهمية القضايا السكانية ويؤكد على حقوق الصحة الإنجابية والمساواة بين الجنسين وضرورتها لتحقيق التنمية المستدامة.
خلال الاحتفالية التي تقام برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تحدثت الدكتورة سلوى عبد الله في تصريحها للإعلاميين عن سبب الإعلان عن هذه المناسبة بعد وصول عدد سكان العالم في عام 1984 إلى خمسة مليارات والتي شكلت انطلاقة سنوية لتقييم حالة سكان العالم بشكل سنوي وتسليط الضوء على أهمية العامل السكاني في الكرة الأرضية مثل المساواة بين الجنسين والحقوق الإنجابية وصحة اليافعات، مشيرة إلى أن التقرير لهذا العام ركز على حق تقرير المصير للنساء والفتيات وقد حمل شعار للمرأة الحق في جسدها.
وأكدت عبد الله أن سورية هي إحدى الدول التي صادقت على هذا اليوم وتحتفل به قبل الحرب على سورية، حيث كان له أهمية كبيرة بما حققته من إنجازات في هذا المجال، وهي مستمرة ضمن البرامج والتوصيات رغم ظروف الحرب والتغيرات الديمغرافية والسكانية وقد أصبح لهذا اليوم أهمية خاصة في ظل الإشكالات الكثيرة التي أفرزتها الحرب من ارتفاع نسبة الزواج المبكر وخاصة في المناطق الساخنة بالوقت الذي كانت تعمل فيه سورية للوصول إلى نسبة 5% بهذا الموضوع.
من جانبه بين الدكتور زياد نصر ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية أن الاحتفالية اليوم تأتي في إطار الحقوق والخيارات الواجبة لمنح النساء والشباب حقوقهم الصحية والتعليمية والاجتماعية وإعطاء الأولوية للصحة والحقوق الإنجابية التي تشكل تحدياً كبيراً في ظل ظروف الحرب التي عصفت بكل سورية على مدار عشر سنوات، إضافة لظهور الآثار السلبية لواقع الوباء المستجد على كافة الخدمات المقدمة (الصحية والاجتماعية والاقتصادية) واستنزاف الجائحة للعديد من النظم الصحية.
وأكد نصر على ضرورة أن تتمكن النساء من اتخاذ الخيارات مستنيرة بشأن صحتهن الإنجابية والحصول على الخدمات الداعمة ومدى متابعتها بالصحة وحصولها على التعليم والدخل والأمان.
وأشار ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى الشراكة الاستراتيجية بينهم وبين الجمهورية العربية السورية لتحقيق الأهداف التنموية الوطنية ومقدراً الالتزام الرسمي للحكومة السورية تجاه قضايا السكان وترجمة هذا الالتزام بتبني سياسات سكانية وإنمائية شاملة
يذكر أن الصندوق يعمل وكافة الجهات المعنية بما فيها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان من أجل الوفاء بالتزامات الحكومة السورية في مؤتمر نيروبي بحلول عام 2030 كما ويساهم صندوق الأمم المتحدة للسكان في عمله في خلق مساحة للشباب بما في ذلك اليافعات لتحقيق إمكاناتهم وتحسين وصولهم على الصحة والتعليم والعمل والمشاركة الاجتماعية.
الدكتور محمد أكرم القش رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان قدم عرضاً حول تقارير حالة السكان في سورية والالتزامات الوطنية في قمة نيروبي بعد مرور 25 عاماً على المؤتمر الدولي للسكان والتنمية. مبيناً أهمية هذه الاحتفالية السنوية التي يصدر فيها كل عام تقرير عالمي يتم التركيز من خلاله على قضية ملحة تتصل بالشأن السكاني وبمكونات الأسرة. وأهمية ما يتضمنه الملف السوري المخصص بالسكان مع التركيز على الأولويات الوطنية ضمن مجمل السياق التاريخي المتعلق بالملف السكاني السوري من الناحية المؤسساتية والتشريعية والدراسات البحثية، وما سيتم التركيز عليه بالمرحلة القادمة وفقاً لما جاء في قمة نيروبي والقضايا التي التزمت فيها الجمهورية العربية السورية من تخفيض نسبة الزواج المبكر من 13% إلى 5% وتحقيق وصول المرأة الشامل على وسائل تنظيم الأسرة وخفض معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة وتخفيض معدل وفيات الأمهات ومتابعة تحديث وسن التشريعات والقوانين ذات الصلة.
وأشار القش إلى أهداف تقرير حالة السكان لعام 2020 في الإسهام في وضع برامج أكثر فعالية لمتابعة الخطة الوطنية لسورية بعد الحرب وتعزيز المعرفة الواقعية، وما يتضمنه من التركيز على تحسين الخصائص النوعية للسكان الحالة الخدمية ومسألة العودة إلى الاستقرار.
هذا وقد رافق الاحتفالية عرض موسيقي لخريجي المعهد العالي للموسيقا ومعرض فني ورسم حي لخريجي كلية الفنون الجميلة بدمشق.