خطة طموحة لتحسين خدمات المستشفى الوطني الجامعي.. استشارات وحجز مواعيد وتفاعل مع المرضى والمواطنين بكل سهولة 

الثورة – علا محمد:

لا يخفى على أحد تسارع التطور التكنولوجي، الذي يبرز أهمية التواجد الإلكتروني الفعّال كمفتاح لتحسين الخدمات الطبية وتعزيز التواصل مع المجتمع، هذا ما دفع المستشفى الوطني الجامعي لإطلاق منصته الإلكترونية من جديد، بعد توقف دام خمس سنوات نتيجة لإهمال الإدارة السابقة.

خطوةٌ استراتيجية تعكس حرص المؤسسة على مواكبة العصر وتحقيق الرؤية المستقبلية، فمن خلال الموقع الجديد، سيُتاح للمرضى والمواطنين عبر الإنترنت التفاعل بسهولة وسرعة، فضلاً عن إمكانية حجز المواعيد، الاطلاع على العروض والخدمات، وتلقي الاستشارات الطبية بشكل فوري.

في هذا السياق، التقت “الثورة” مدير المستشفى الوطني الأستاذ الدكتور عبد الغني الشلبي الذي أوضح أن هذه المبادرة تأتي ضمن خطة طموحة لتمكين المستشفى من أتمتة عملياتها وتحسين جودة خدماتها، وذلك في إطار استراتيجية متكاملة تتداخل فيها التقنية والخدمة الإنسانية، مشيراً إلى أن توقف الموقع سابقاً كان نتيجة إهمال الإدارة السابقة، لكن الآن، وبحسب توجيهاته، يتم البدء بتنفيذ خطوتين، الأولى هي إطلاق الموقع الإلكتروني، والثانية أتمتة العمليات الصحية والإدارية، ما يُسهم في تعزيز التواصل مع المرضى والأطباء على حد سواء، ويجعل الخدمة أكثر سرعة وفاعلية.

  منع “السمسرة”

وبيّن د. الشلبي أن الموقع الآن يعرض نافذة رئيسة تحتوي على جميع المعلومات الحيوية، ويتميز بتفعيل تدريجي للخدمات بحيث تشمل حجز مواعيد الفحوصات، العمليات، والاستشارات، مع استمرار إضافة خدمات جديدة، مثل الفحوص المخبرية وخدمات الشراء الإلكترونية، للحد من عمليات “السمسرة” وضمان الشفافية، وأوضح أن هذه الخطوة لا تقتصر على التسهيل فحسب، بل تسهم أيضاً في تقديم خدمة صحية متكاملة تلبي تطلعات المواطنين، وتخدم تطلعات المستشفى نحو التطوير المستدام.

وأكد على أن تفعيل الموقع يُعد بداية لمرحلة جديدة من الشفافية، الكفاءة، والتواصل المفتوح بين المستشفى والمجتمع، مشيراً إلى أن فريق العمل يواصل بذل جهوده لتقديم المزيد من الخدمات الحديثة التي تُعزز من مكانة المستشفى، وتؤكد على التزامه بتقديم أفضل رعاية صحية ممكنة.

وعلى الصعيد التقني استعرض مدير المعلوماتية في المستشفى المهندس جاك بشور لـ”الثورة” التطورات الأخيرة التي شهدها قسم تكنولوجيا المعلومات في المستشفى، بدايةً، أشار إلى أن الموقع الإلكتروني تم تصميمه باستخدام لغة برمجة حديثة، ما يضمن توافقه الكامل مع مختلف الأجهزة، وذلك بهدف توفير تجربة مستخدم سلسة ومتطورة.

وتطرق إلى أهمية هذا الإنجاز، موضحاً أن العمل على تحديث الموقع جاء بعد توقف دام خمس سنوات، إذ كانت الإدارة السابقة غير راغبة في تفعيل الموقع بشكل فعال، بل وكان بعض أفرادها يشعرون بالانزعاج عند محاولة تفعيل خدمات الموقع من دون إبلاغ الأسباب.

ومع تغير الإدارة، أشار م. بشور إلى أن الفريق استطاع بدعم من إدارة المستشفى، استثمار الإمكانات المتاحة لإنجاز الموقع الجديد، مُعلناً عزم الفريق على إضافة خدمات جديدة بشكل تدريجي، لتعزيز دور الموقع كمركز للمعلومات والخدمات الصحية الرقمية.

صفحات طبية

وفيما يخص تصميم الموقع، أكد أن هناك تغييرات ملحوظة، وأصبح الموقع مقسماً إلى صفحات مخصصة للمحتوى الطبي، مع خطة مستقبلة لنشر محاضرات وندوات ذات أهمية، ما يتطلب توسيع فريق العمل ليتناسب مع توسع الخدمات المقدمة.

بالإضافة إلى ذلك، تحدث المهندس بشور عن جهود تحسين الوصول لذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكداً وجود خطة واضحة لربط الموقع بآليات تساعد على تسهيل استفادة جميع الفئات من الخدمات الإلكترونية، من خلال الربط بآليات الأتمتة الداخلية، ضماناً لتجربة شاملة ومتاحة للجميع.

وفي ختام الحديث أظهر المهندس بشور التزام المستشفى بتطوير بنيتها الرقمية، مع التركيز على تجاوز التحديات السابقة، وتحقيق رؤية المؤسسة في تقديم خدمات طبية رقمية متطورة وميسرة للجميع.

بدوره، أوضح مسؤول الإعلام والمشرف على الموقع جعفر عيسى أن الموقع يتبع استراتيجيات متعددة للترويج، إذ يتم التنسيق مع الجهات الإعلامية الحكومية والخاصة لزيادة وعي الجمهور بخدماته، بالإضافة إلى ذلك، تعتمد الحملة على نشر المحتوى عبر صفحة المستشفى على “فيس بوك”، ما يعزز من حضور المنشأة على وسائل التواصل الاجتماعي ويعمل على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المرضى.

استفسارات المرضى

وفيما يخص التعامل مع الشكاوى والاستفسارات، أكد عيسى أن الموقع يتلقى بشكل دائم رسائل إلكترونية من المرضى، ومن آخر الاستفسارات كان حول حالة طفل يعاني من تشوه خلقي، حيث تساءلت الجهة المستفسرة عن إمكانية إجراء عملية جراحية له.

وفي رد فعل سريع، قام فريق العمل بالتواصل مع الأطباء المختصين، وتزويدهم بالصور والتحاليل، بهدف تقديم استشارة شاملة للمريض وذويه، ويُبرز عيسى أن هذا الإجراء يساهم في تقديم الخدمة للمرضى في المحافظات البعيدة عن المركز أو من خارج سوريا بشكل فعال، إذ يُعد الموقع حلقة وصل بين المريض والطبيب، وفي بعض الحالات يتم توجيه المريض إلى الجهة المختصة إذا كانت الحالة تتطلب عمليات تخصصية غير متوفرة داخلياً.

أما عن الخدمات، بيّن عيسى أن الموقع بدأ بتقديم خدمات طبية وخدمات مالية، ضمن خطة طويلة الأمد للتطوير التكنولوجي والخدماتي، وفيما يخص الخدمة الطبية، فهي تتضمن إجابة على استفسارات المرضى بشكل يساعد على توفير الوقت والجهد، مع دعمها بملفات تعريفية للأطباء، تتضمن صورهم ومعلومات الاتصال، مما يمكن المريض من اختيار الطبيب المناسب بدقة.

وفي المجال المالي، ذكر أن الموقع يرفع جميع العقود والمناقصات وطلبات الشراء الخاصة بالمستلزمات الطبية، المواد الاستهلاكية، وأجهزة الصيانة، بهدف حماية السوق من الاحتكار وفتح المجال أمام الموردين داخل وخارج سوريا ليتمكنوا من الاطلاع على طلبات الشراء كاملة، وتقديم عروضهم الفنية والمالية بسهولة، مما يسهم في تعزيز المنافسة وشفافية العمليات الشرائية.

خدمة “واتس أب”

وفي حديثه عن التحديات المستقبلية، أشار عيسى إلى أن خدمة المريض تظل من أصعب الجوانب، خاصة في الحالات الإسعافية، لذلك يخطط الموقع لإطلاق خدمة “واتس أب” لزيادة سرعة الاستجابة وبيان الاستفسارات بشكل أسهل وأسرع، كما أوضح عيسى أن الموقع يساهم بشكل فعال في تحسين صورة المستشفى، خاصةً بعد سنوات من التعتيم الإعلامي خلال فترات الثورة، ويهدف الآن إلى إظهار الصورة الحقيقية للمستشفى وخدماته المتنوعة، ساعياً بتوجيهات إدارة المستشفى لأن يكون من بين أفضل المستشفيات على مستوى الوطن.

نظام التصويت

وفيما يخص تقييم الخدمات، أكد عيسى أن الموقع يُشجع المرضى على إبداء ملاحظاتهم عبر نظام التصويت، إذ تعتبر الملاحظات ضرورية لتطوير الأداء ومعالجة أي صعوبات تواجه المرضى، خاصة في الحالات التي تتطلب معالجة فورية وسريعة.

وشدد عيسى على أن عملية التطور لا تتوقف، وأن الموقع يسعى للاستفادة القصوى من كل الإمكانات المتاحة، من أجل تقديم أفضل الخدمات، من دون الاعتماد على موارد خارجية، لتحقيق الأهداف المنشودة، ورفع مستوى الخدمة الصحية والإدارية بشكل مستمر.