طرطوس- مها يوسف:
تحديات تواجه واقع عمل شركة الصرف الصحي في طرطوس، وجهود تبذل للتطوير بالتزامن مع وضع خطط مستقبلية للنهوض بالبنية التحتية.
آثار بيئية سلبية
مدير شركة الصرف الصحي في طرطوس رضوان عيد أكد لصحيفة الثورة أن نسبة المناطق المخدمة بشبكات الصرف الصحي لا تتجاوز 40%، فيما تعتمد معظم المناطق الريفية على “الجور الفنية” غير المطابقة للمعايير، سواء من حيث الكتامة أو الأبعاد، ما يؤدي إلى آثار بيئية وصحية سلبية.
شبكات قديمة
وأشار عيد الى أن غالبية الشبكات المنفذة قديمة ومتهالكة، وتستدعي الاستبدال الفوري، خاصة مع تكرار الأعطال وتزايد المشاكل الفنية.
ومعظم مناطق المحافظة ما زالت غير مخدمة بمحطات معالجة ما يمثل تحدياً بيئياً كبيراً، وتم التنسيق مع مجلس مدينة طرطوس لتوجيه البلديات نحو اختيار مواقع لمحطات معالجة صغيرة (تخدم أقل من 5000 نسمة)، وإعداد استمارات فنية تشمل المواقع والإحداثيات والمساحات القابلة للري بالمياه المعالجة.
شبكات المدينة مهترئة
وحول واقع الشبكات داخل المدينة وخطط الصيانة أضاف عيد أن شبكات مدينة طرطوس تعاني من التهالك والقدم، إذ أن معظمها مصنوع من قساطل بيتونية صغيرة القطر، تتعرض للتلف نتيجة جذور الأشجار، ما يسبب تسربات وانسدادات متكررة، إضافة إلى تدهور البنية التحتية السابقة للطرقات.
جولات ميدانية
نوه عيد إلى أن الشركة بالتعاون مع مجلس مدينة طرطوس تنفذ جولات ميدانية يومية لمعالجة الاختناقات واستبدال الشبكات بأنابيب بولي إيتيلين، إلى جانب تفعيل دور الضابطة الفنية لضبط التوصيلات العشوائية، وذلك من خلال ورشات تعمل على مدار الساعة بنظام الورديات، مطالباً بتوفير دعم مالي إضافي لاستبدال الشبكات المهترئة، إلى جانب إصلاح الآليات المعطلة منذ ما قبل التحرير.
ست محطات للمعالجة
أما فيما يخص محطات المعالجة المستثمرة وقيد التنفيذ بين عيد أن المحافظة تضم حالياً ست محطات معالجة مستثمرة هي خربة المعزة، خربة الفرس، تعنيتا، بعمرة، بمسقس، وبصيرة، وجميعها تعمل بكوادر محلية مدربة ضمن برامج تأهيل خاصة تهدف إلى رفع كفاءة التشغيل والاستجابة السريعة للمشكلات الفنية.
وذكر عيد أن الشركة أنجزت جداول فنية علمية لتقييم أداء هذه المحطات و تُطرح للمرة الأولى على مستوى سورية ، في خطوة لتعزيز الاستثمار الأمثل في البنية التحتية.
الحد من التلوث
وعن دور محطات المعالجة في الحد من التلوث وحماية الموارد المائية أشار إلى أن محطات بمسقس، بعمرة، والمعيصرات تلعب دوراً في خفض التلوث عن سد الأبرش في منطقة صافيتا، في حين تعمل محطة تعنيتا على حماية نهر تعنيتا في منطقة بانياس.
محطات لم تنفذ
فيما يتعلق بمصير محطة المعالجة المركزية في طرطوس، أوضح أن وزارة الموارد كانت قد تعاقدت مع شركة إيرانية لتنفيذ المشروع قبل التحرير، إلا أن التنفيذ لم يبدأ حتى الآن، ومحطة رفع الغمقة تضخ المياه إلى محطة ضخ مشوار ومنها إلى موقع المحطة المركزية، ومحطة العجمي تضخ المياه أيضاً إلى الموقع ذاته، مؤكداً أن محطات الضخ بحاجة إلى صيانة جزئية لضمان استمرار كفاءتها التشغيلية.
وفي حديثه عن أهمية المشاريع التي تُصنَّف ضمن الخطة الاستراتيجية للمحافظة، بين وجود مشاريع قيد التنفيذ خصوصاً محطات صافيتا، المعيصرات، القليعة – الدلبة، من شأنها تقليل التلوث في مناطق الدريكيش وصافيتا، لافتاً إلى أن محطات المعالجة تمثل مشاريع وطنية استراتيجية، نظراً لدورها في حماية الموارد المائية واستخدام المياه المعالجة في الزراعة، ما يمنحها بعداً اقتصادياً وتنموياً مهماً.
رفع الطاقة التشغيلية
وكشف عن إعداد دراسة فنية تفصيلية لتأهيل المحطات المستثمرة لرفع طاقتها التشغيلية، وقد تم تقديم الدراسة إلى عدد من المنظمات الدولية، على أمل تنفيذها في المستقبل القريب.