الثورة – فردوس دياب :
في خطوة إنسانية ومجتمعية رائدة، شهد ملعب الجلاء في دمشق فعالية مؤثرة تحت عنوان “نسمع بقلوبنا”، نظمتها منظمة عبر الأطلسي للإغاثة الإنسانية، بالتعاون مع جمعية الصّم ومبادرة “آشر”.

تهدف هذه المبادرة إلى كسر حواجز العزلة ودمج ذوي الإعاقة السمعية (الصّم) في المجتمع، وإيصال رسالة واضحة مفادها أن من لا يستطيعون التعبير بالكلام، “يمكننا أن نسمعهم بقلوبنا”. وكشف مازن الناطور، مدير الفريق الإنساني في منظمة عبر الأطلسي للإغاثة الإنسانية،

عن الهدف الأسمى للفعالية، وهو إطلاق برنامج خيري يهدف إلى تعليم عشر كلمات من لغة الإشارة يستطيع من خلالها أي إنسان التواصل مع تلك الفئة. وأوضح الناطور أن هذا البرنامج يهدف إلى تمكين أفراد المجتمع من التواصل الأساسي مع هذه الفئة المهمشة إذا ما صادفوا أحداً منهم، مما يساهم في تعزيز شعورهم بالانتماء للمجتمع. وأكد الناطور أن هذه الفعالية هي نقطة انطلاق، وسوف يجري تعميم البرنامج التعليمي ليشمل جميع المحافظات السورية.
لغة الإشارة
وفي سياق تعزيز الاندماج، أشار الناطور إلى أنه تم تعليم جميع المتطوعين في الفريق الكلمات الأساسية للغة الإشارة،

مع التأكيد على التعامل بلغة الإشارة فقط خلال الفعالية، سواء من طرف المنظمين أو الزوار، تجنباً للتحدث بأي كلمة. ولضمان سلاسة التواصل، تم تخصيص فريق للترجمة مكون من عشرة مترجمين مختصين. وشهدت الفعالية حضوراً لافتاً، حيث ضمت 150 شخصاً من الصّم وأصحاب متلازمة آشر، وتراوحت أعمارهم بين 30 إلى 60 سنة.
فقرات ترفيهية
تضمنت الفعالية مجموعة متنوعة من الفقرات، منها ألعاب ترفيهية مثل الطاولة، الشطرنج، والجاكار، كما اشتملت على جوانب صحيّة متكاملة، حيث قدمت اختصاصية فيزيائية تمارين مفيدة، وقدم طبيب عيون نصائح صحية للحضور. وتميزت الفعالية أيضاً بمشاركة طبيبة نفسية من جنوب أفريقيا، أجرت مناقشات مع المشاركين. واختتم الناطور تصريحه بلفتة رمزية ومحبة، مشيراً إلى أنه تمّ طبع “كوكيز” على شكل كلمات بلغة الإشارة تحمل معنى “الحب” أو “نحبك”، في رسالة عميقة تؤكد على جوهر المبادرة وهو الاحتواء والمودة. وتعتبر مبادرة “نسمع بقلوبنا” نموذجاً مشرقاً للعمل الإنساني الذي يتجاوز حدود الكلام ليلامس القلوب.