الثورة أون لاين – سامر البوظة:
الحرب النفسية هي أحد أهم الأسلحة التي تستخدم عادة في الحروب, والشائعات إحدى أدواتها الرئيسية, إن لم تكن أقواها, كونها أحد الأسلحة الفتاكة التي تسهم بشكل فعال في تدمير منظومات الدول والتي لا تقل خراباً وتدميراً عن الأسلحة التقليدية المعروفة, وذلك من خلال التضليل الإعلامي وبث الأخبار الكاذبة وتزوير الحقائق وقلبها وتشويهها للتأثير على معنويات الشعوب والجيوش لتفكيكها وإضعافها والنيل منها, وهذا ما ظهر جليا وشهدناه بصورة واضحة خلال الحرب الإرهابية القذرة التي شنت على سورية منذ أكثر من عشر سنوات, ولا تزال متواصلة حتى اليوم.
لقد دأبت دول العدوان منذ بداية الحرب على استخدام هذا السلاح, وبعد أن أيقنت هزيمتها وهزيمة مشروعها الاستعماري في سورية, واستنفدت كل السبل والوسائل القذرة لتدمير هذا البلد وإضعافه والنيل منه ومن صمود شعبه, لجأت إلى الشائعات, من أجل التأثير على وحدة وتماسك الشعب وضرب الروح المعنوية والوطنية لديه, والتي تشكل حجر الأساس في صموده, وكانت السبب المباشر في إفشال كل المخططات والمشاريع العدوانية, فسخرت تلك الدول كل إمكانياتها وأنفقت في سبيل تحقيق ذلك ما لا يعد ولا يحصى من الأموال, وجندت إمبراطورياتها الإعلامية الضخمة التي مارست كل أنواع التضليل والتحريض ودست سمومها ولم تتوقف يوما عن ضخ الأخبار الكاذبة والملفقة والمغرضة والعارية عن الصحة, التي كنا نسمعها أو نشاهدها عبر تلك الشاشات المتصهينة, إلا أن كل ذلك لم يجد نفعاً, وكل محاولاتهم باءت بالفشل.
وكما يقال فإن “السحر قد ارتد على الساحر”, فالحقائق انكشفت, والأخبار الكاذبة والملفقة التي كانت تهدف إلى الفتنة بين أبناء الشعب لتفرقته وإضعافه وتحريضه ضد الدولة, لم تعد تنطلي على أحد, لا في الداخل ولا في الخارج, فقد فضح أمر هذه الأدوات الإعلامية المأجورة والرخيصة, وكشفت عن كذبها ونفاقها ودفعت ثمناً كبيراً من مهنيتها ومصداقيتها أمام الرأي العام العالمي, فالشعب السوري خبر كل تلك الأكاذيب, واستطاع بوعيه وتلاحمه أن يصمد في وجه كل الضغوط ويسقط كل تلك الإشاعات ويحبطها, ويعري ويفضح كذب تلك المحطات ومن يقف خلفها.
وهذا ليس بغريب عن الشعب السوري المعروف بمحبته لوطنه, والذي أثبت على مر التاريخ أنه شعب عنيد مقاوم يأبى الذل والمهانة وعصي على الإركاع, وهو من صمد وقاوم طوال سني الحرب العشر الماضية على الرغم من الحصار الجائر والعقوبات الظالمة التي استهدفته في لقمة عيشه وغذائه ودوائه, واستطاع أن يدحر الإرهاب وينتصر.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد, فالشعب السوري تابع درب الانتصارات وقرر المضي في مسيرة التحدي والصمود, وهو اليوم يستكمل سلسلة انتصاراته المتراكمة والتي توجها مؤخراً بإنجازه الاستحقاق الرئاسي في موعده, وتجديده الثقة بقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد, الذي اختاره الشعب بأغلبيته المطلقة ليكمل معه مسيرة التحرير والإعمار, على الرغم أيضاً من كل الضغوط والشائعات والتضليل وحملات التخويف والتشكيك التي مارستها دول العدوان وماكيناتها الإعلامية للتشويش على هذا الاستحقاق الهام وتعطيله.
ضمن هذا السياق يتطلع السوريون إلى يوم القسم بمشاعر ملؤها الأمل والحماس ليكون الانطلاقة الحقيقية لمسيرة العمل والبناء والتحرير, فهم يرون في هذا اليوم خارطة طريق لمستقبلهم ومستقبل أبنائهم وبلدهم, وبداية مرحلة جديدة سيحدد معالمها ويرسي قواعدها السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه المنتظر, نحو بناء سورية الحديثة المتطورة كما يتمناها أبناؤها ومحبوها.

التالي