بالأمس كان القسم باسم الله والوطن وكل قطرة دم ارتقت بأن يكون الوفاء أبداً لسورية كما كان ويبقى …فلنا نحن السوريين عهدنا أن نصون أرضنا، وما تبقى حولنا دولياً أو عربياً عليه أن يختار بين الدخول من أبواب دمشق السياسية صديقاً أو الاندحار عن أسوارنا عدواً مهزوماً…
بالأمس كان خطاب القسم للسيد الرئيس أبلغ الأنباء وأصدقها يوم كتب بأحرف من مقاومة ونصر سياسي وميداني على مدى عشر سنوات حرب وما قبلها …فغلبت الكلمات والسطور في 60 دقيقة أقوال رؤساء الغرب وتكهنات صحافتهم والتحليلات السياسية لقاداتهم والمراهنات خلال عقد من الزمن ليضع الخطاب النقاط على حروف المرحلة ويحشر الأميركي في خيار الخروج من سورية سلماً أو حرباً ..بالتصريح بأهمية المقاومة الشعبية وهمة الجيش العربي السوري اللذين سيطردان المحتل الأميركي وذيله التركي كما دحرا من قبله الإرهاب من كل المناطق السورية…
بالأمس أسقطت دمشق كل التفنيدات الكاذبة بأن التسويات تكون في الغرف السرية فأعلنت على الملأ عزمها بإخراج المحتل وتطهير الأرض وبأن الخيار العسكري كان الأنجع رغم كل التسويات السياسية التي حاولت تكبيله.. فدمشق ذهبت بالحلول السياسية إلى ما وراء باب الخداع الغربي وصفعت بأوراق الحقيقة وجه من حاول تزييف الوقائع ..لكنها تبقي بابها السياسي مفتوحاً ليس فقط لأنها دولة تؤمن بالحوار والمخارج السياسية بل لأن سد الذرائع مطلوب في هذه المرحلة العالمية التي تتصرف بها واشنطن كالحرباء، فتتلون بين يوم وآخر ..
في خطاب القسم بعد استعادة معظم الأراضي السورية ورغم خيانة بعض الإخوة العرب وظلال البعض بقيت دمشق فقه العروبة وانهمر من كلمات الخطاب معنى البيان والتبيين، فهي الجمهورية العربية السورية رغم تعدد القوميات والأديان ولكل انتماء فيها قيمة تزيدها قوة وألقا، والاختلاف لن يولد الخلاف كما تمنى الغرب وسعى، لأن تكون الحرب فيها أهلية وإذا بالسوريين صوت واحد اجتمعوا على حب الوطن رغم كل الظروف الصعبة، واجتمعوا أيضاً على ثوابتهم..
فالحرب صقلت السوريين أكثر وغرستهم في تربة المقاومة اكثر ومن انتصر على 65 دولة في التحالف ومن معهم من إرهابيين ومرتزقة قادر على استعادة ما تبقى من أرضه في الشمال السوري وفي الجولان الحبيب المحتل وفي فلسطين التي بقيت بوصلة النضال السوري رغم كل النزيف الذي عشناه في هذه الحرب غير المسبوقة في التاريخ …
رسمت دمشق استراتيجيتها وأعلنتها أن المواطن هو اساس النصر وأن إرادته رغم جرحه وحصاره صنعت المعجزات لذلك وأكثر هو الأولوية وهو الشريك الأول للدولة في القضاء على آفة الفساد وفي استمرار الثبات والصمود والنصر…وهو القادر على تحويل الحصار لفرصة تقدم محلي وازدهار صناعي …
هو السوري وسره الانتماء، أما من ضل عن دربه فالأبواب مفتوحة …حتى لو تأخر الوقت … فالتسامح عنوان دمشق الأزلي.
من نبض الحدث – عزة شتيوي