الحصار والإرهاب.. ركيزتا أميركا لإخضاع كوبا

الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:

تمزق أميركا الإنسانية وتتباكى كذباً على أشلائها، تحاصر الشعوب والدول وتدعي أنها تسعى لحمايتها، تستثمر في كل ما يتاح لها من إرهاب وما تنتجه من أدوات، تسخّر التكنولوجيا وتطور برامجها ومعداتها لتمارس مزيدا من العدوانية والسيطرة عليها، تسرق مال العالم وتفتعل الحروب وتنشر الجرائم، تسيّس القوانين وتصافح الإرهابيين، تعتلي عرش النفاق وتصدق نفسها أنها تحكم العالم، فهل كل تلك السياسات العدائية تتماشى مع الديمقراطية المزعومة التي تدعي الولايات المتحدة أنها تحمل لواءها؟.
إنها بالتأكيد ليست دولة ديمقراطية ولن تكون يوما كذلك فهي تتلبس الشعار فقط بينما تلوث معنى الكلمة بالدماء كما لوثت التاريخ يوم نفذت المجازر بسكان أميركا الأصليين من الهنود الحمر.
كثيرة هي الدول التي تتعرض لشتى أنواع الحصار الأميركي بسبب مناهضتها لمشاريع واشنطن الاستعمارية، وكوبا إحدى الدول المستقلة التي تأبى الهيمنة الأميركية وترفض الخضوع والاستسلام، ولأنها دولة مقاومة فهي محاصرة أميركياً منذ عقود، ولأنها كذلك فالإدارات الأميركية المتعاقبة تمارس عليها مزيداً من الضغوط العدوانية وتسعى لخلق مزيد من الفوضى والإقصاء والحصار والتجسس عليها في كل شيء، كالعدوان الأخير الذي أدانه وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز بقوله: “أدين عدوان مجلس الشيوخ الأميركي من خلال التعديل المتعلق بالإنترنت في كوبا والذي يسهم بتجارة المكائد السياسية التخريبية المربحة في فلوريدا”.
فنشر أقمار صناعية وبالونات ونقاط وصول بالإنترنت وفق هذا التعديل، والذي تبناه مجلس الشيوخ الأميركي بعد اقتراح السيناتور الجمهوري عن فلوريدا ماركو روبيو يشكل تدخلا أميركيا جديدا ووقحا وسافرا في شؤون كوبا.
هذا يعني سعي أميركا لاجترار الفوضى في هافانا عبر عمليات تجسس واسعة النطاق تمهيدا لمحاولة اختراق كوبا من الداخل مع فشل محاولات رعاة البقر العديدة والمستمرة النيل من الشعب الكوبي وقيادته الحكيمة المحصنة بالوعي الداخلي ضد مؤامرات واشنطن.
كما أن هذه المكائد السياسية التخريبية كما وصفها رودريغيز هي سلسلة إرهابية متتابعة لما سبقها من الحصار ومن محاولات خلق فوضى تحت ستارات مخفية وخفية والتي كان آخرها خلق احتجاجات مفتعلة مؤخرا ضد الحكومة الكوبية أدت لمقتل شخص وجرح عشرات آخرين وتوقيف المئات من الأشخاص بعد خمسة أيام، في محاولة أميركية فاشلة لزعزعة استقرار كوبا وتدميرها، وهذا ما أكده الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل مبينا أن أميركا أنفقت المليارات على ذلك.
فالحصار الأميركي الإرهابي على كوبا والذي يزيد على ستين عاماً، هو المثال الأكثر تجذراً في التاريخ في العصر الحديث والذي يدل على وحشية النظام الرأسمالي الأميركي وتعطشه للاحتلال والسرقة والنهب واللصوصية والإجرام أيضا.
أليسَ هذا الحصار وعمليات التجسس التخريبية الجديدة من أجل المصالح الأميركية الاستعمارية، ويعد انتهاكاً للقوانين الدولية والإنسانية، وتعدياً صارخا على حقوق وسيادة الشعب الكوبي؟.
أليس من حق كوبا كغيرها من دول مقاومة للاحتلال والإرهاب الأميركي كسورية مثلا أن تنعم بالأمن والاستقرار والتخلص من سياسات الغطرسة الأميركية، لاسيما وأن الشعب الكوبي قادر بتماسكه وتلاحمه وصموده كل هذه العقود على لي الذراع الأميركية، مهما حاولت النيل منه.
لكن إلى متى ستبقى أميركا تعتدي على القوانين وتخترق المبادئ وتتجاوز الشرعية وتفتك بالبشرية متسببة بإزهاق أرواح الملايين أمواتاً وأحياء عبر الإرهاب والحصار، سؤال ليس بجديد لكنه يحتاج إلى تكاتف دولي حقيقي من أجل وضع حد لسياسة البلطجة الأميركية، وإعادة الحقوق لأصحابها.

آخر الأخبار
"أطباء بلا حدود": نوسّع تدخلاتنا في سوريا استجابة لاحتياجات متزايدة  حصرية: الاستثمارات السعودية ستنعكس مباشرة على سعر الصرف  ماكرون يبحث مع الرئيس الشرع ملف الجنوب ويشدد على استئناف الحوار بين الحكومة و"قسد"  وزير الداخلية يبحث مع المحافظين سبل تعزيز الأمن والاستقرار في ظل التحديات الراهنة اتفاق سوري سعودي لتأهيل الكوادر وتحديث قطاع الإسمنت في سوريا دمشق تؤكد انعقاد لقاء سوري – إسرائيلي في باريس بوساطة أميركية لبحث التصعيد جنوب سوريا مشاركون في "روميكس وكيم أكسبو وسيريا بلاست": تحويل الأموال والدعم اللوجستي تحديات القطاع الصناعي سوريا.. من الاعتماد على المساعدات إلى انتعاش يقوده الاستثمار متابعة واقع المهجرين في مركز إيواء جباب "كن عونا "  و "المعرفة للتنمية" تقدمان خدمات متعددة لمهجري السويداء مفردة الكهرباء مبهمة وغائبة عن قدسيا والهامة.. أهالٍ  لـ"الثورة": لم نلمس أي تحسن حتى اليوم الأمم المتحدة: نزوح 176 ألف شخص من جنوب سوريا والوضع الإنساني "بالغ السوء" السلم الأهلي الطريق الوحيد لبناء سوريا قوية وصمام الأمان للمجتمع   "صحة درعا" تحذّر من التعرض لأشعة الشمس   صندوق الأمم المتحدة للسكان: كارثة إنسانية على الأمهات والولادات بقطاع غزة  العمل من المنزل بين الراحة المأمولة والعبء الخفي.. قراءة في الفرص والتحديات  فواز تللو لـ "الثورة": مساحة مفتوحة للحريات والعمل السياسي والتعبير عن الرأي  تأهيل آبار وإزالة تعديات على خطوط مياه الشرب في درعا   وزير المالية: منحة سعودية تصل إلى 60 بالمئة ضمن تمويلات الصندوق للتنمية في سوريا  تمديد ساعات عمل باصات النقل الداخلي في اللاذقية