ما يسمى البندقية الإسلامية حققت عدة انتصارات .. أكثر من مرة وفي أكثر من معركة .. كان آخرها معركة أفغانستان الأخيرة .. التي هزمت فيها أقوى دول العالم على الإطلاق، لكنها واجهت دائماً واقعاً طابعه الفشل والهزيمة. وإذا كانت الهزائم العديدة والمتكررة لم تستطع أن توقف فعل هذه البنادق التي سرعان ما تعود لإطلاق النار والقتال .. فإن أصحابها عجزوا أيضاً عن مراكمة انتصاراتهم المشتتة بما يخدم توجهاتهم.
السبب الرئيسي بذلك هو جعل الانتصار الحربي المباشر هو الغاية والقضية من حيث جهد إقامة الحالة البديلة المستثمرة للنصر. وبالتالي تبدو الحالة أنها تشكو من غياب القضية .. فمالت المعارك والحروب للعنف لتحقيق النصر ابتغاء تأدية المطلب الديني المتصور .. وهذا أسقط البندقية والجهد والفعل في فخ الإرهاب.. وهي الصفة الملاصقة اليوم للمعارك التي تستقطب جهد هذه البنادق.
عندما نشأت القضية الفلسطينية ..استقطبت – دون ريب – العديد من اتجاهات الفعل الإسلامي دون أن يظهر الإسلاميون فهماً جديراً لنصرة هذه القضية .. فعبؤوا قدراتهم لخدمتها على أساس قضية “اللا” قضية. يعني جعلوها بنداً في قضيتهم الكبرى التي هي نصرة الإسلام عن طريق نبذ ومحاربة من يخرج عن رأيهم .. لاحظ بهذا الخصوص مواقف الدول التي قادتها تنظيمات مثل الإخوان المسلمين … مصر مرسي .. تركيا أردوغان .. وغيرهما!!
الفعل الإسلامي الممكن مهم جداً فيما إذا استطاع الإسلاميون الاصطفاف خلف قضية ونبذوا الإرهاب..
بتقديري أن القضية الفلسطينية ما زالت صالحة من جوانبها المختلفة لتكون نقطة الوصل والاتصال لمراكمة الجهد الإسلامي الذي كثيراً ما أثبت المقدرة على الفعل..
تجربة أفغانستان من أهم التجارب التي عرفها العالم والتاريخ .. أفغانستان بين احتلال الدول العظمى وهزائمها المتتالية .. ونشأة ونمو الإرهاب الإسلاموي إلى أشد صوره .. وأكثرها بؤساً وظلامية..
وأفغانستان اليوم مرة أخرى في أخضان طالبان .. على أبواب المتاهة والمجهول والاحتمالات الكثيرة التي تحيط بهذا البلد المنكوب وهذا الشعب الصابر..
As,abboud@gmail.com
معاً على الطريق- أسعد عبود