الثورة أون لاين – غصون سليمان:
اعتمدت وزارة التربية “المركز الإقليمي للطفولة المبكرة رسمياً وثيقة المعايير الوطنية لمنهاج رياض الأطفال والذي يعتبر عملاً نوعياً على مستوى سورية من ناحية تطوير وثيقة المعايير الوطنية لمناهج رياض الأطفال ٢٠٢١ وقد تم تحليل وثيقة المعايير والمخرجات التعليمية لمنهاج عام ٢٠٠٦ حيث لحظت مخرجات المرحلة الأولى على تعديل المعايير الحالية بناء على المجالات الحسية، والحركية، والعقلية، واللغوية والاجتماعية، والانفعالية، وليس المواد الدراسية.
إضافة إلى توحيد المصطلحات والمفردات الخاصة بمرحلة رياض الأطفال “الطفل، المربية بدل المعلمة، غرفة النشاط بدل غرفة الصف وغيرها الكثير من العناوين الأخرى.
الدكتورة سلوى مرتضى من جامعة دمشق كلية التربية والمشرف العلمي على وثيقة المعايير الوطنية لمناهج رياض الأطفال بينت في حديث للثورة أون لاين أن هذه الوثيقة وضعت من قبل عدد من المختصين وبإشراف مجموعة من أساتذة كلية التربية جامعة دمشق حيث انطلق العمل من القاعدة النظرية، والتي شملت النظريات الحديثة في مجال الطفولة المبكرة، والنظريات العلمية الأكثر تطبيقاً ورواجاً كنظرية المنتسوري، والاتجاهات الطبيعية في التربية وغيرها. وأضافت أنه بعد الاطلاع على الأساس النظري تم وضع الإطار العملي وأخذ كل مفردة من الخبرات الموجودة في رياض الأطفال، على سبيل المثال لا الحصر الخبرات العلمية، الرياضية، فكل خبرة من الخبرات هذه لها معيار خاص بها، وبالتالي كان يلحظ في مرحلة التأليف مدى توفر هذه المعايير. أما في مرحلة التنفيذ فقد أصبح لدينا دليل يعتمد عليه في مرحلة التطبيق ما يسهل عمليات التدريب لمعلمات ومربيات رياض الأطفال على الآلية الحديثة.
وبينت الدكتورة مرتضى أن كل ما وضع من بنود في المعايير نستطيع أن ننفذها من خلال التأهيل والتدريب والمثابرة والمتابعة حيث لا يوجد أشياء مستحيلة الحل، وبالتالي يمكن لنا أن نؤسس الأرضية والبيئة المناسبة لجميع المعنيين بالطفولة المبكرة.
*تحاكي احتياجات الأطفال
الدكتورة وعد محمد جامعة دمشق كلية التربية من الفريق العلمي المشرف على المعايير أيضاً رأت في لقاء للثورة أون لاين أن الشيء الذي تميزت فيه هذه الوثيقة أنه تم تقسيمها إلى مجموعة من المجالات المرتبطة بالخصائص النمائية للأطفال، وتم ترجمة تلك الخصائص والاحتياجات وفق مجموعة من المعايير، ترجمت إلى مجموعة من المؤشرات، وهذه الأخيرة كانت مرتبطة وفق ما ذكرته محمد بالأهداف العامة لمرحلة رياض الأطفال وما تتطلبه من احتياجات.
فيما النقطة الأخرى التي ميزت الوثيقة حسب قولها هو ارتباطها بالمهارات الحياتية، فكل مؤشر من مؤشرات الحقيبة التدريبية تقريباً يترجم مهارة حياتية، نسعى لإكسابها للطفل حالياً ومستقبلاً، حيث تم تدريب الفريق الوطني عليها ضمن ورشة عمل مؤخراً.
وأضافت الدكتورة محمد أنه ومن خلال وثيقة المعايير نسعى لكي نصل إلى طفل متكيف، قادر على أن يعتمد على نفسه، وحل مشكلاته، من خلال ترجمة المؤشرات إلى أنشطة تحاكي احتياجات ورغبات الأطفال، كما يجعل المربية قادرة على تطبيق هذه الأنشطة بالميدان، لافتة أنه تم الاستعانة بمركز التقويم والقياس لمعايرة هذه المؤشرات ومعرفة إن كانت قابلة للتطبيق، وللملاحظة، وقابلة للقياس.
وحول بعض الصعوبات إن وجدت ذكرت المشرف العلمي محمد بأن هناك نقطة هامة لحظتها الوثيقة من حيث تكون المؤشرات مرتبطة بالأطفال ذوي الإعاقة لذا مطلوب الدقة جداً، فكل كلمة بالمؤشر يجب أن تكون مختارة بعناية وقد أخذت وقتاً من التدقيق والتمحيص والمراجعة، كي لا تكون فضفاضة وترقى إلى العالمية، مؤكدة أننا قادرون على تطبيق معاني جميع المؤشرات مع الطفل بالميدان، سواء أكان الطفل عادياً أم من ذوي الاحتياجات الخاصة، والأهم هو أن تجد الوثيقة طريقها بسلاسة إلى التطبيق في الواقع من قبل المشرفين والمعنيين من قبل المربين والمربيات، وأن يمتلكوا الرغبة في تطبيق الأنشطة لتكون مناهجنا بالمحصلة عالمية ومواكبة للاتجاهات المعاصرة التي انطلقنا منها.