الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
تريد إيران الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين وخاصة بعد استيلاء طالبان على أفغانستان الأمر الذي سيساعد إيران على تخفيف عزلتها الدولية عندما يجتمع قادة منظمة شنغهاي في طاجيكستان نهاية الأسبوع المقبل.
يتم قبول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون والذي تم إنشاؤه لمواجهة شر الإرهاب والانفصالية والتطرف، المنظمة التي تضم ثمانية أعضاء بقيادة الصين إلى جانب روسيا والهند وباكستان وكازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان، وعلى عكس منافسيها في الخليج والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تتمتع إيران منذ فترة طويلة بوضع المراقب لدى منظمة شنغهاي للتعاون، لقد حافظت دول الخليج حتى الآن على مسافة من التحالف الإقليمي الذي تقوده الصين حتى لا تزعج حليفها الأمني الرئيسي، الولايات المتحدة.
إن قبول الطلب الإيراني سيشكل انقلابا دبلوماسيا لطهران ولرئيس إيران الجديد المحافظ إبراهيم رئيسي، ومن المتوقع أن يظهر السيد رئيسي، المؤيد لتوثيق العلاقات مع الصين وروسيا، لأول مرة على المسرح الدولي في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في دوشانبي منذ أن تولى منصبه الشهر الماضي.
يأمل المسؤولون الإيرانيون، أن تساعدهم عضوية منظمة شنغهاي للتعاون على مواجهة تأثير العقوبات الأمريكية القاسية، وقد نصح علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، حكومة رئيسي بالتطلع شرقاً نحو الصين وروسيا والهند مؤكداً أنها يمكن أن “تساعد اقتصادنا على إحراز تقدم”. وبالمثل، ليس من الواضح ما إذا كانت العضوية ستقلل بشكل كبير من عزلة إيران الدولية أو تحسن بشكل كبير علاقاتها الحالية مع أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون الآخرين.
ما ستفعله العضوية هو منح إيران حق النقض فعليا إذا اختارت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة السعي إلى إقامة علاقات أكثر رسمية مع منظمة شنغهاي للتعاون ردا على انخفاض التزام الولايات المتحدة بأمنهما، ومن المتوقع أن تمنح منظمة شنغهاي للتعاون السعودية ومصر صفة شريك الحوار في قمتها في دوشانبي.
اهتزت ثقة دول الخليج في مصداقية الولايات المتحدة كضامن للأمن بسبب رحيل الولايات المتحدة الفوضوي من أفغانستان، فضلاً عن الإزالة الأخيرة لسلاح الدفاع الصاروخي الأمريكي الأكثر تقدما، وهو نظام دفاع منطقة الارتفاعات العالية (THAAD)، و بطاريات باتريوت من المملكة العربية السعودية، وكانت الصين وروسيا في الماضي مترددتين في قبول عضوية إيرانية كاملة لأنهما لم ترغبا في الإخلال بعلاقاتهما المتوازنة بدقة مع كل من إيران ومنتقديها.
من المؤكد أن طاجيكستان، تحسبا لانتصار طالبان، روجت علنا لعضوية إيران في منظمة شنغهاي للتعاون أواخر أيار، وقال زهيدي نظام الدين، سفير طاجيكستان لدى إيران، في مؤتمر صحفي في طهران “إن انضمام إيران لعضوية كاملة هو من بين خطط منظمة شنغهاي، وإذا كانت الدول الأخرى مستعدة لقبول إيران، فستكون طاجيكستان مستعدة أيضا “.
عارضت طاجيكستان عضوية إيران في الماضي، وأشار المحلل الروسي أدلان مارغويف إلى أن “منظمة شنغهاي للتعاون منصة لمناقشة المشاكل الإقليمية.. إيران هي أيضا دولة في المنطقة، ومن المهم مناقشة هذه المشاكل والبحث عن حلول معا”.
يثير الدعم الطاجيكي والروسي للعضوية الإيرانية أسئلة محيرة حول الخلافات المحتملة داخل منظمة شنغهاي للتعاون تجاه التعامل مع طالبان، تبنت إيران وطاجيكستان، موقفا أكثر تشددا وانتقادا لسلوك طالبان منذ سقوط كابول، أكثر من روسيا والصين، ومع ذلك أجرت روسيا في الأسابيع الأخيرة مناورات عسكرية مشتركة مع طاجيكستان وأوزبكستان بالقرب من الحدود الطاجيكية الأفغانية، كما وعدت روسيا بتعزيز قدرات طاجيكستان من خلال توفير الأسلحة وتوفير التدريب.
اتفقت طاجيكستان وإيران في نيسان الماضي على تشكيل لجنة دفاع عسكري مشتركة من شأنها تعزيز التعاون الأمني والتعاون في مكافحة الإرهاب.. قد يعتقد مؤيدو عضوية إيران أن الأوضاع في أفغانستان سيتم تسويتها بحلول الوقت مع نجاح الجهود نحو إعادة إعمار البلاد. قد يكون هذا صحيحا. ولكن على نفس المنوال، يمكن أن يحدث العكس في أفغانستان التي مزقتها الصراعات الداخلية، في حال عجزها عن السيطرة على المسلحين العاملين من أراضيها.
قد ترغب منظمة شنغهاي للتعاون في كلتا الحالتين في أن تكون إيران في خيمتها لضمان جلوس جميع جيران أفغانستان، فضلاً عن القوى الإقليمية روسيا والهند على طاولة واحدة.
جادل المحلل مارجويف بأنه “تماما مثل البلدان الأخرى في المنطقة – (يجب) أن نجلس على نفس الطاولة مع إيران ولا نسميها ضيفا من الخارج.”
بقلم: جيمس م. دورسي
المصدر: Responsible Statecraft