الثورة أون لاين – ريم صالح:
هو الأمريكي من جديد يعود إلى المربع الأول الذي انطلق منه، وها هو يعيد السبحة مرة أخرى محاولاً الاستثمار بتلفيقاته الكيماوية ذات الرائحة السامة ليتم بث المشهد الهوليوودي الإجرامي المرتقب من ريفي إدلب وحماة، وعلى يد إرهابيي جبهة النصرة، وكذلك إرهابيي ما يسمى “الخوذ البيضاء”، بينما التهم ستلصق فوراً وكالعادة ببواسل الجيش العربي السوري.
وبحسب ما كشفته مصادر مطلعة فإن إرهابيي تنظيم جبهة النصرة، وبمساعدة عدد من الخبراء الأجانب من الجنسيتين الفرنسية والبلجيكية وآخر من الجنسية المغربية أدخلوا تعديلات دقيقة على صواريخ محلية الصنع في أحد المقرات التابعة للإرهابيين في محيط إدلب، وزودوا خلالها تلك الصواريخ برؤوس محملة بغازي الكلور والسارين، مع العلم أنه تم نقل هذه الصواريخ والبالغ عددها 8 عبر سيارتي إسعاف تابعتين لتنظيم ما يسمى “الخوذ البيضاء” الإرهابي باتجاه مناطق جبل الزاوية، وجسر الشغور جنوب، وجنوب غرب إدلب، وإلى منطقة سهل الغاب بريف حماة.
ولكن يتوهم الأمريكي وعملائه المرتزقة، وأيضاً نظام الاحتلال التركي وإرهابييه التكفيريين، إن اعتقدوا أن تلفيقاتهم الكيماوية هذه، وسيناريوهاتهم ذات الطبخات السامة، قد تنطلي على أحد، فكل السوريين وكل أحرار العالم وشرفائه باتوا يدركون جيداً كل ما يدور على الأرض السورية، ومن هو المجرم القاتل الذي يشنع بالسوريين، ومن هو الذي يجند الإرهابيين المتطرفين، ويشحنهم إلى الداخل السوري، ومن الذي يقدم لهم كل التسهيلات اللازمة لبقائهم، والرواتب والمعاشات لاستمرارهم قيد الخدمة والتشغيل الإرهابي، ومن هو الذي يتاجر بالدم السوري على المنابر الأممية، ويرسل مليارات الدولارات، وترسانات الأسلحة الفتاكة لإراقة دم السوريين.
ما يحاك حالياً من مسرحيات “كيميائية” بريفي إدلب وحماة ليس الأول من نوعه، ونقصد هنا التحضير والترويج لاستخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين السوريين، وإنما حدث ذلك من قبل في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ولمرات عدة، وأيضاً في مناطق بحلب، وريف إدلب، وكل ذلك لاتهام الجيش العربي السوري، وتشويه صورته عالمياً، باعتباره المدافع الحقيقي عن سورية، والسوريين بكافة انتماءاتهم، وهوياتهم الوطنية، والعقائدية، وعلى امتداد كامل التراب السوري.
لكننا لا نستغرب هذا اللهاث الأمريكي المحموم، وأيضاً هذا التصعيد الإرهابي، وكل ما سيتم إعطاؤه من إيعازات إجرامية، أو تنفيذه من هجمات إرهابية بحق مقرات جنودنا الأبطال، أو ضد المدنيين السوريين أطفالاً ونساء وكهول، خاصة إذا ما ربطنا هذا بما يتم التحضير له سورياً باتجاه ادلب، حيث القرار السوري كان واضحاً باستعادتها من براثن الإرهاب، ومنذ البداية، أكدت الدولة السورية أنه لا تراجع، ولا مساومة، ولا رضوخ، وأن سورية كلها للسوريين وحدهم، ولا مكان فيها لأي قوات محتلة، أو غازية، أو قواعد غير شرعية، ومن لن يخرج طوعاً، فسيطرد رغماً عن أنفه، وبهمة حماة الأرض والعرض، والمسألة مسألة وقت ليس إلا، لذلك ارتأى الأمريكي ومنظومته العدوانية أن يستبقوا الأحداث، ويعيدوا النسج على ذات نولهم “الكيميائي” المهترئ، متوهمين أنهم بذلك قد يطيلون من معركة تحرير إدلب، ويؤخرون عودتها إلى حضن الوطن.
فالتسويات التي حصلت في درعا البلد وجوارها وعودتها إلى حضن الوطن، قد قض مضاجع إدارة الإرهاب الأمريكي، بينما أصابت التركي الانتهازي في الصميم، وبدأ هو الآخر يتحسس وجوده الاحتلالي غير الشرعي، فعاد كل منهما وعلى طريقته على ما يبدو للنبش في الدفاتر القديمة، فلم يجدوا بين صفحاتهم المحروقة، إلا تعويذة “الكيميائي” النتنة، فكانت بالتالي أداة هذه الإدارات الفاشية لمحاولة ابتزاز الدولة السورية، وربما إطالة أمد الحرب الإرهابية فيها أكثر وأكثر، وإبقاء ادلب وريفها مرتعاً للإرهابيين ومشغليهم، سواء الأمريكي، أو التركي فكلاهما وجهان دمويان لعملة احتلالية واحدة.. سورية منتصرة، وكل غاز مجرد عابر لا أكثر ولا أقل، ومصير الغزاة الاندحار لا محال
![](https://thawra.sy/wp-content/uploads/2022/02/photo_٢٠٢٢-٠٢-٢٥_٢١-٥١-٢٣-150x150.jpg)
السابق