ثمة انطباع أكثر من مريب ويصل حد الخطيئة نروج له ألا وهو أن القراءة في العالم إلى انحسار..ونذهب إلى الحديث عن صناعة النشر الإلكترونية وكأن النشر الإلكتروني ليس معداً للقراءة والتداول ..
وهناك من يذهب إلى القول الولايات المتحدة ليس لديها صناعة نشر مع أنها على سبيل المثال أصدرت عام /٢٠٠٣/ ٣٦٠ ألف عنوان وزاد دخل صناعة النشر على صناعة السينما والفيديو..
وهنا قريب منا في الغريب فرنسا بريطانيا أسبانيا ألمانيا…
أتابع من خلال الترجمات التي تقدمها وسائل الإعلام أتابع ما يجري هناك لاسيما بعد جائحة كورونا إذ بدا التنافس بين هذه الدول في دعم صناعة النشر بشقيه الرقمي والورقي ..
في فرنسا يسمى عام الدخول الأدبي أي موسم النشر من قبل دور النشر التي تتلقى دعماً من الدولة ..وهنا نشير إلى أن أرقامهم العام الماضي تشير إلى ٧٠٠ مليون يورو في صناعة النشر ..وصدور أكثر من ٥٥٠ عنواناً روائياً ..فمازالت الرواية هي المسيطرة على المشهد هناك وحسب دور الناشرين فإن الكتب والأعمال التي تثير جدلاً ويكتب عنها هي التي تجد طريقها إلى القراء.
وذهب مدير دار نشر غاليمار إلى الطلب من الكتاب الشباب ألا يغرقوا الدار بمخطوطاتهم فهي مشغولة الآن بمن ترسخ اسمه.
في جائحة كورونا نشط النشر الرقمي فعلاً لكنه لم يحل تماماً محل الورقي وعملت الحكومات الغربية على التنافس في دعم صناعة النشر..
ولكن ماذا عنا … لن أتحدث عن دور النشر الخاصة التي يساومك بعضها على كتابك خذ ٥٠ نسخة ( وحل عنا) ..
قد يكون مبدئياً لديه حق أنه يغامر بظل الإحجام عن الكتاب… لكن حقيقة ما من دار نشر تخسر والدليل على ذلك تفريخ دور النشر كل يوم ..العدد يزداد وما من أحد يغامر بصناعة خاسرة.
نعم تحتاج هذه الدور إلى دعم قد يكون من خلال تبني جهات ما تمويل نشر كتاب المؤلف وليحمل عبارة طبع بدعم من ..
أما عن المؤسستين السوريتين اللتين تصدران الكتب فهما الهيئة العامة للكتاب واتحاد الكتاب العرب فلم يقصرا وفق الإمكانات المتاحة وهذا ليس مجاملة بل حقيقة.
وهناك وزارات يجب أن تكون معنية بالنشر..التربية.. التعليم.. الإعلام.. ومن باب نكد الدنيا مثلاً أن مؤسسة الوحدة في عز أزمة الاقتصاد السوري كانت تصدر كتباً وحتى فترة ليست ببعيدة قبيل ال٢٠١٠ إلى أن تم اغتيال ما كان يسمى مديرية التأليف والترجمة من خلال إلغائها من النظام الداخلي ..وكذلك في مؤسسة تشرين وقد تم الدمج فيما بعد.
.
نحن اليوم بحاجة فعلية إلى النهوض بالكتاب نشراً ورقياً أو إلكترونياً ودعم المؤلف والقارىء وإيلاء، الأمر أولوية لإعادة بناء معمارية الفكر.
مؤسساتنا الإعلامية تخلت عن مثل هذا الدور وكذلك مؤسسات التعليم والتربية ولا سيما الجامعات التي تحولت إلى تفريخ الملخصات من قبل بعض ضعاف النفوس ..هل من يتحرك ..هل من يفكر بحل؟.
معاً على الطريق … ديب علي حسن .