الثورة أون لاين – شعبان أحمد:
خروج القوات الأميركية مهزومة من الأراضي السورية التي تحتلها بات أمراً وشيكاً بعد أن حققت سورية بتضحيات جيشها و صبر شعبها و حكمة قيادتها نصرها على الإرهاب العالمي..
الأمر نفسه ينطبق على الاحتلال التركي الداعم للتنظيمات الإرهابية المتواجدة بمحافظة إدلب.. هذا الاحتلال العثماني باتت أيامه معدودة خاصة بعد فشل القمة الروسية بين الرئيس الروسي و رئيس النظام التركي و ما أفرزته من تحذيرات روسية شديدة اللهجة بضرورة القضاء على كافة التنظيمات الإرهابية و عودة الأراضي المحتلة إلى السيادة السورية حسب ما نص عليه القانون الدولي..
أما انفتاح العرب على سورية الذي بدأ من البوابة الأردنية فجاء بعد التضحيات الكبيرة للجيش العربي السوري و الذي كان له الدور الأكبر في نضوج الفكر العربي و حتى الدولي بعد أن سقطت مشاريع النظام الأمريكي في المنطقة و كذلك أحلام التتريك العثمانية.
الانفتاح العربي و الدولي على سورية بعد عشر سنوات من الحرب الإرهابية المفروضة عليها جاء بعد يأس النظام الأميركي و الغرب المتآمر بإسقاط الدور السوري في المنطقة و مشروع المقاومة المناهض للسياسة الإمبريالية و الاستعمارية التي تقودها واشنطن من غرف عملياتها الصهيونية السوداء و الذي يهدف إلى إفقار الشعوب و إضعافها على حساب تقوية الكيان الصهيوني الذي بات يتحسس رأسه بعد انتصار سورية و محور المقاومة على المشاريع الإرهابية الانفصالية و أذنابها في المنطقة..
سورية التي تجاوزت محنتها و انتصرت على الإرهاب العابر للقارات بفضل تضحيات جيشها و شعبها ستركز في استراتيجيتها القادمة على عدة محاور:
المحور الأول سيركز على إعادة الروح إلى التضامن العربي و الذي بدأت ملامحه بالظهور من البوابتين الأردنية و المصرية و ستكون القمة العربية القادمة ” قمة سورية ” و بوابة عبور لانفراجات عربية و دولية تجاه سورية لمحو آثار العدوان و الاعتراف بالنصر السوري الذي أتى بعد هزيمة أخطر مشروع إرهابي عالمي شهده التاريخ..
المحور الثاني في الاستراتيجية السورية سيركز على تحرير كل شبر من الأراضي السورية المحتلة من قبل النظامين الأميركي و التركي الإرهابيين و القضاء بشكل نهائي على تنظيماتهما الإرهابية سواء في محافظة إدلب أو تلك الانفصالية المتآمرة في الجزيرة..
أما المحور الثالث للاستراتيجية السورية فسيركز على محو آثار الإرهاب الاقتصادي الذي استهدف الشعب السوري للضغط عليه بعد أن أفلست سياستهم العسكرية و السياسية وهذا سيكون بفتح أحضان سورية لأبنائها و أشقائها العرب للعودة و المشاركة بإعادة الإعمار وتنشيط الحركة الاقتصادية لتعود سورية إلى سابق عهدها “بلد الأمن و الأمان”..
سورية بصمودها و سياستها الاستراتيجية الطويلة النفس عائدة و بقوة لتنتزع هيبتها الدولية والإقليمية… و لتكون محوراً فاعلاً في نظام دولي جديد متعدد الأقطاب وأهم أقطابه سيكون من نصيب محور المقاومة التي تشكل سورية عموده الفقري..