الشيء البديهي الذي أصبح القاصي والداني يدركه ويبصره في عينيه هو أن السوريين لايعرفون الكلل أو الملل في العمل، فهم أبناء الحياة والإنسانية منذ فجر التاريخ وحتى اللحظة .
هذه الأيام، ونحن نعيش ذكرى حرب تشرين التحريرية التي سطر بها الجيش السوري أروع الانتصارات، يحتفل السوريون على مختلف الجغرافيا السورية بالكثير من الفعاليات الثقافية والموسيقية والفنية.
ندوات كثيرة هنا ونشاطات فكرية وأمسيات موسيقية ومعارض هناك.. حتى إنه في بعض السجون أقيمت أعمال فنية للأشغال اليدوية لنزلاء ونزيلات السجن، فقدموا عشرات اللوحات الفنية المختلفة من رسم على الزجاج والكروشيه والمجسمات وغيرها.
بالطبع مانراه ليس غريباً، فما من أحد أجدر منّا بالقدرة على فعل الخصب والعطاء، والسوريون اليوم لايعيشون الذكرى فقط ويحيون النشاطات، بل على مدار العام هم خلية نحل لاتعرف التباطؤ أو التوقف، ففي الحرب العدوانية على سورية مثلاً كان السوريون مثالاً يحتذى به في العمل والعطاء والمثابرة، حتى إننا لانغالي إذا قلنا:إن شرايين الثقافة لم تنقطع يوماً واحداً رغم ظروف الحرب وقساوتها وقذائف الحقد والكراهية التي تحوم حولنا من كل حدب وصوب .
ذكرى حرب تشرين التحريرية ليست يوماً وكفى، وإنما على مدار شهور السنة لدينا ذكريات عظيمة حققها السوريون من الصمود والانتصارات التي لامثيل لها في العالم كله … ولذلك كله سنبقى نحتفل ونحتفي بالثقافة التي يزداد صداها ملء الكون أَلَقاً وعطاء وقدرة على البعث من تحت الرماد، فنحن أحفاد سلطان باشا الأطرش وصالح العلي وأحمد مريود وغيرهم الكثيرون وسنكمل المسيرة من بعدهم لنزين سوريتنا بكل صنوف الإبداع والألق ولتبقى بوابة الشرق وبنت الشمس التي لن تغيب، فالجذور التي امتدت عميقاً في تراب هذا الوطن، هي نسغ من كل قلب ونبض سوري.
رؤية -عمار النعمة