الثورة أون لاين – غصون سليمان :
في روايات المجتمع المتناقلة هناك الكثير من العبر و الحكم والأمثال التي تضيء النفس لمكامن الكنوز الفكرية والتي تنعكس على السلوك بالاطمئنان والأمان . فكم من نصيحة فعلت فعلها وردت شرا محتما،وكم من نصيحة أب لابنه أنقذته من متاهات عديدة لطالما سمع منه ،وكم من حكمة عبٌر عنها أهل الخبرة والمعرفة عبر التجربة وكانت درسا ينير ماتعثر من ظلمات الحرف والواقع ..فهل هناك أجمل من تلك الجمل والعبارات التي دارت بين الأب وابنه وهو يملي عليه معابر الحكمة بشكل غير مباشر في توصيفه للجريمة محذرا إياه بعدم ارتكاب خطايا القتل ،وحين استغرب الابن مابدر من والده من توجيه أو خوف بأن يرتكب الابن فعلا مشينا بهذا الشأن فيما يخص ألوان الجريمة.
ابتسم الأب بحياء العارف مفندا ما كان يعنيه بالقول .
من أنٌ الكذب هو قتل الحقيقة وإعدام الصدق ، وأنٌ السرقة هي قتل الأمانة والاطمئنان و الأمن والأمان. فيما الخيانة هي قتل الحب والعشق والوفاء .
أما الغش فهو قتل الثقة والاعتماد على فعل المواربة والتمويه والتضليل، بينما التعصب هو قتل الحرية و القضاء على التنوع والاختلاف الذي حبانا به الخالق .
ومما تضمنه مغزى الحديث بين الأب وابنه وهو ينصت إليه هو أن
الخشونة مع النقد اللاذع والمباشر قد تكون بمثابة الصدمة تقتل الاحترام و التقدير .في حين يقتل الجشع والطمع والفساد الشرف والحياء في المجتمع .
فكل ذميمة أخلاقية برأي المثل والحكم المروية بطريقة وأخرى تقتل وتبيد المبادئ والفضائل الأخلاقية معتبرا إياها جريمة قتل ،وقد يكون قتل النفس معنويا أشد القتل ،ناصحا بأن يبتعد الإنسان عن كل ما هو مؤذ ، وألاٌ يتعدى على حياة الآخرين .
وفي الحرب الاجرامية و العبثية على سورية اليوم ادرك الجميع انحطاط القيم والاخلاق والمبادىء الانسانية التي أظهرتها دول وحكومات العدوان والارهاب والتي غذت الفوضى والجريمة والعصبية على جميع المستويات ..
فمن الحكمة ان نتبصر مصلحتنا من خلال عملنا ونؤكد هويتنا وانتماءنا الوطني بما يعزز الغضيلة والعمل الايجابي الصالح كل من موقعه .