الثورة اون لاين :
بعد مفاوضات شاقة في مؤتمر المناخ “كوب 26” الذي اختتم أعماله في العاصمة الاسكتلندية غلاسكو السبت الماضي جاءت الخيبات بحجم الكارثة حيث اقتصرت التوصيات على تسريع وتيرة مكافحة الاحتباس الحراري دون تأكيد إبقائه ضمن سقف 5ر1 درجة مئوية وتجاهل تام لطلبات المساعدة من الدول الفقيرة.
خيبات الآمال عكستها تصريحات رئيس المؤتمر العالمي حول المناخ ألوك شارما الذي قال عقب الاتفاق النهائي التي توصلت إليه الدول المشاركة في المؤتمر “نأسف بشدة لما انتهى إليه المشاركون من تغييرات أدخلوها في اللحظة الأخيرة بالصياغة”.
وما ذهب إليه شارما أقر به رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حيث قال “هناك نوع من خيبة أمل في نتائج المؤتمر إذ إنه كان يأمل أن تذهب الدول أبعد من ذلك للحد من الاحترار المناخي”.
ففي إطار تغليب الدول الصناعية الكبرى لمصالحها الاقتصادية بالاعتماد على المصادر المختلفة لتوليد الطاقات المناسبة لعمل مصانعها من غاز ونفط وذلك على حساب الدول النامية خرج المؤتمر باتفاقية جديدة تنص على التقليل من استخدام الفحم في إنتاج الطاقة وتخفيض الاعتماد على الوقود الأحفوري ما دفع وزير الطاقة الهندي بوبندار ياداف إلى التساؤل عن كيفية تمكن الدول النامية من التوقف عن استخدام الفحم كمصدر للطاقة الرخيصة في الوقت الذي تعاني فيه الدول الصغيرة من تبعات التعامل مع متطلبات التنمية والتخلص من الفقر مؤكداً أن للدول النامية الحق في نصيبها من ميزانية الكربون العالمي وفي الاستعمال العقلاني للوقود الأحفوري.
فبعد انتهاء المؤتمر استمرت نواقيس خطر كارثة الأحترار المناخي تقرع حتى من أعلى المستويات حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش في بيان له عقب إنتهاء أعمال المؤتمر من أن الكارثة المناخية لا تزال قائمة وأن الوقت حان لاتخاذ خطوات طارئة واصفاً الإجراءات التي تم اتخاذها خلال المؤتمر بـ “غير الكافية” منتقداً ضعف الإرادة السياسية لدى الدول المشاركة في تجاوز التناقضات العميقة فيما بينها “النصوص التي تم تبنيها هي تسوية عكس المصالح.. والتناقضات هي حال الإرادة السياسية الراهنة في العالم”.
“نتائج لا ترقى إلى حجم الكارثة الحقيقية”.. العبارة التي أعربت فيها وزيرة البيئة السويسرية سيمونيتا سوماروغا عن خيبة أملها حيال ما توصل إليه المؤتمر “ما كنا نريده بالنسبة لمنع استخدام الوقود الأحفوري لم يتم تبنيه وذلك بسبب عملية التفاوض غير الشفافة وإن ما تم الاتفاق عليه يجعل تحقيق هدف تقليل معدل زيادة درجة الحرارة ليصل إلى 5ر1 درجة مئوية أمراً أكثر صعوبة”.
وخيبة الأمل التي تحدثت عنها وزيرة البيئة السويسرية لم تكن كافية لدى منسقة مجموعة العدالة المناخية سارة شاو التي وصفت ما حدث في مؤتمر غلاسكو بالفضيحة والخيانة قائلة “إن المطالبات بالإبقاء على معدل درجة حرارة أقل من 5ر1 درجة مئوية لم يكن سوى كلمة بلا معنى ضمن الاتفاق بل على العكس أعطى الضوء الأخضر لمواصلة الدول المتقدمة أنشطتها الملوثة للبيئة”.
أما الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ فأكدت أن المؤءتمر بلا فائدة ولا يعدو كونه “ثرثرة” لأنه لم يقدم أي جديد يساعد في تجاوز الأزمة المناخية لافتة إلى أن العمل الفعلي سيتواصل خارج قاعات المؤتمر ولن يتم الاستسلام لنتائج المؤتمر الذي شاركت فيه نحو 200 دولة.
وكانت آمال البلدان المتضررة من ظاهرة التغير المناخي أن يتم التطرق خلال محادثات قمة المناخ في غلاسكو للخسائر الناجمة عن تلوث المناخ الذي تسببت فيه الدول المتقدمة لكن على ما يبدو أن الدول الصناعية استطاعت التملص من هذا الموضوع ليبقى السؤال عمن سيدفع للدول النامية فاتورة التغير المناخي دون إجابات كما حال الكارثة المناخية التي بقيت ضمن إطار الدعوات فقط.