المشاركون في الجلسة الحوارية “سورية في الحرب الإعلامية”: الغرب مارس التضليل الممنهج ضد سورية وشوه الحقائق
الثورة أون لاين:
استكمل مؤتمر عودة اللاجئين السوريين أعماله مساء اليوم بجلسة حوارية بعنوان “سورية في الحرب الإعلامية كيف ننتصر في الحرب ونعزز السلام والاستقرار والتنمية” ترأسها وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد وشارك فيها عدد من المسؤولين الروس والسوريين في مقدمتهم ألكسندر لافرنتييف مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية، ووزير الاعلام الدكتور بطرس حلاق ووزير الادارة المحلية والبيئة حسين مخلوف إضافة إلى المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان.
واستهل الوزير المقداد الجلسة الحوارية بالحديث عن الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية خلال العشر سنوات الماضية والتي كان التضليل الإعلامي أحد أركانها من أجل كسب هذه الحرب، حيث مارس الإعلام الغربي ووسائل الإعلام الغربية الكثير من التضليل والكذب لتشويه الواقع وتزييف الأحداث التي شهدتها سورية في السنوات الماضية من أجل إسقاط الدولة السورية من ضمن مشروع أميركي غربي لتغيير وجه المنطقة حيث استخدم التكفيريون والإرهابيون كأدوات لتحقيق هذا الغرض.
وأضاف المقداد إن الدعاية الإعلامية كانت كاذبة منذ بداية الحرب على سورية، وقد أرادت الدول الغربية من الحرب على سورية تغيير الواقع السياسي والجغرافي للشرق الأوسط برمته وما جرى من تضليل إعلامي غربي دفع لأجله المليارات من الدولارات لقتل الشعب السوري وتدمير منجزاته.
وفيما يخص العقوبات المفروضة على الشعب السوري أضاف الوزير المقداد: إن العقوبات التي تمارسها الدول الأوروبية على سورية تقتل السوريين كل يوم، وما دفع من فقط من قبل الحكومة البريطانية باعتراف هيئة الاذاعة البريطانية هو ٤ مليارات دولار على الحرب الإعلامية لوحدها، وقد أشاد الوزير المقداد بأداء الإعلام السوري في هذه الحرب منوها بتضحياته، مؤكدا أنه قدم العشرات من الشهداء وهم يقومون بدورهم المقدس بجانب الجيش العربي السوري، وأضاف يكفي الإعلام الوطني شرفاً أن كوادره قد أدت الأمانة.
الوزير حلاق: اللاجئون قضية إنسانية تم استغلالها سياسياً
من جانبه أوضح وزير الإعلام الدكتور بطرس حلاق أنه عندما نتكلم عن الحرب الإعلامية اليوم فإننا نضع الكثير من وسائل الإعلام في قفص الاتهام، لأنها مارست التضليل والتهييج والتحريض لتزييف الوعي والتلاعب بالشعور الوطني والدعوة للعنف والكراهية لتمزيق المجتمع وبث الاحباط فيه وذلك من أجل خلق فجوة وقطيعة بين الشعب وبين دولته، مؤكدا أن هذه الحرب الإعلامية التي استهدفت سورية لم تكن إلا وجها من وجوه الحرب عموما أو ما يسمى الجيل الرابع من الحروب.
وبخصوص قضية اللاجئين السوريين أشار الوزير حلاق أن قضية اللاجئين قضية إنسانية بامتياز ولكن تم تحويلها من قبل بعض الجهات الدولية الى ورقة مساومة سياسيا.
وختم خلاق حديثه بالتأكيد على أن سورية ستنتصر على الحصار الاقتصادي الجائر المفروض عليها، وهي تعمل على تعزيز ثقافة الحوار وتعميمها للوصول إلى حل شامل لأزمتها.
لافرنتييف: محاربة الإرهاب واحترام سيادة سورية
بدوره أكد المبعوث الروسي إلى سورية الكسندر لافرنتييف خلال الجلسة أنه لا بد من الاستمرار بمحاربة التنظيمات الإرهابية وخاصة الموجودة في إدلب وكذلك تنفيذ الاتفاقيات التي وقعتها تركيا والتي تتحمل مسؤولية الهجمات الإرهابية هناك، كما أكد أيضا على ضرورة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي في مناطق شرق سورية، وفي رده على سؤال أكد لافرنتييف أن بلاده تؤكد ضرورة احترام السيادة السورية وعدم تكرار الاعتداءات الإسرائيلية.
مخلوف: الإعلام السوري كان رديفا للجيش العربي السوري
من جانبه أشاد وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف بدور الإعلام في هذه الحرب مؤكدا أن الاعلام السوري كان رديفا للمؤسسة العسكرية ودوره الآن لا يقل أهمية عن دوره خلال الحرب فهو يصنع الفكر والرأي ويشحذ الهمم، وكان شريكاً في صناعة النصر وسيكون شريكاً في مرحلة البناء.
واعتبر مخلوف أنه يقع على الاعلام مسؤولية كبيرة في المرحلة القادمة في إطار عملية الإصلاح والتنمية وكذلك في مجال التربية لتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتزداد أهمية هذا الدور بعد الانتصار العسكري الذي تحقق على الأرض ضد الإرهابيين.
د.شعبان: مواجهة الإعلام المضلل ممكنة
الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية اعتبرت أن عودة اللاجئين السوريين هي هدف للمؤتمر السوري الروسي المنعقد حاليا إضافة إلى مأسسة العلاقات بين الدولتين الصديقتين والوصول إلى علاقات قوية بين المقاطعات الروسية والمحافظات السورية.
وأضافت شعبان إن الحرب الإعلامية على سورية كانت تواكب الحرب العسكرية والارهابية وقد خصص لها من قبل الغرب مادياً ما يوازي ما خصص للحرب العسكرية.
وقد حاول الإعلام الغربي المضلل وصف الحرب على سورية بأنها حرب أهلية متجاهلاً الآلاف من الإرهابيين الذين استقدمهم إلى سورية لخوضها ضد الشعب السوري.
وقالت شعبان: نحن اليوم على عتبة عصر الإعلام عامل أساسي فيه، مؤكدة أن ما خاضته سورية في موضوع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والخوذ البيضاء أثبت أن الإعلام السوري قادر على المواجهة وأن مواجهة الاعلام الغربي ممكنة وقد برهنا على ذلك.
ودعت شعبان إلى تخصيص ميزانيات سخية للإعلام من أجل مواجهة الحرب، لأننا اليوم حسب وجهة نظرها أمام حرب إعلامية مضللة.
وعلى هامش الجلسة الحوارية التقت الثورة عدداً من المشاركين وكانت الحوارات التالية:
الدكتور كمال الجفا: سيكون للمؤتمر انعكاس إيجابي كبير على أرض الواقع
المحلل السياسي الدكتور كمال الجفا قال للثورة: لقد تم في هذا العام مناقشة ما تم التوصل إليه في المؤتمر الذي انعقد العام الماضي من خلال اللجنة السورية الروسية المشتركة، وتقييم المشاريع والخطط المنجزة ومتابعة ما لم يتم انجازه، وخاصة تلك المشاريع التي لاقت عقبات في طريق تطبيقها، كما تم مناقشة عدد من المشاريع الجديدة وبرأيي سيكون لها انعكاس ايجابي على مجمل الواقع في سورية من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات التي تصب في جهود اعادة الاعمار وترميم البنية التحتية التي دمرها الارهاب، كترميم المدارس والمزيد من القطاعات الخدمية التي تهم المواطن السوري.
طارق الاحمد: توصيات المؤتمر الماضي باتت قابلة للتحقيق اليوم
المحلل السياسي طارق الأحمد قال للثورة: الاختلاف الرئيسي بين مؤتمر العام الماضي ومؤتمر هذا العام يكمن بالظرف السياسي المستجد والذي بات أفضل لجهة انفتاح عدد من الدول العربية مثل الامارات والاردن على عودة العلاقات مع سورية وربما عودة سورية قريبا إلى الجامعة العربية، وبالتأكيد كل ما تأملناه من مؤتمر عودة اللاجئين العام الماضي صار قابلا للتحقيق أكثر، فالاصدقاء الروس يبذلون كل ما يمكن من جهود لتهيئة فرص النجاح للمؤتمر، وقد باتت كل توصيات ومقترحات المؤتمر قابلة للتحقيق أكثر في الفترة القادمة.
الدكتور علاء الأصفري: الاحتلالان التركي والأميركي أكبر عائق أمام عودة اللاجئين
المحلل السياسي الدكتور علاء أصفري قال للثورة: لهذا المؤتمر اهميتان كبيرتان أو قضيتان اساسيتان هما فهو ييؤكد على تزايد المساعدات والدعم الروسي للدولة السورية، ولا شك ان الدولتان ماضيتان في تحقيق الأمان فروسيا ساعدت سورية في تجاوز محنتها الانسانية كما ساعدتها في محاربة الارهاب، والقضية الثانية أن الدولة الروسية مهتمة كثيرا بعودة اللاجئين السوريين، وهي معنية كما الدولة السورية بالتغلب على المعوقات الكثيرة التي منعت عودتهم ولاسيما الضغوط الغربية والحصار الاقتصادي على السوريين، بالاضافة إلى وجود مناطق اخرى مازالت مشتعلة وسورية مصممة على استعادتها لحضن الدولة وطرد الارهابيين منها، وهذا هدف روسي أيضا، مثل شرق الفرات ومحافظة إدلب، والدولتان الحليفتان سورية وروسيا معنيتان بإخراج الاحتلالين التركي والاميركي اللذين يعدان من أبرز المعوقات في وجه أعادة اللاجئين وإعادة الاعمار.
نتمنى أن ينجح هذا المؤتمر بتجاوز هذه العقبات وتهيئة الأجواء المناسبة لعودة اللاجئين، وبقناعتي هناك حظوظ كبيرة لنجاح الجهود المبذولة من قبل الدولتين ولا سيما في ظل قيام بعض الدول العربية الخليجية بتدوير علاقاتها مع سورية بعد مرحلة من العداء والقطيعة، ولدينا معطيات تقول بأننا مقبلون على إعادة إعمار ما دمرته الحرب ولا شك أن الجهد الروسي كبير في هذا المجال.
عدسة الثورة: حسن خليل