السياسة السورية الجديدة على طريق العلاقات الدولية الحضن العربي أولوية.. والتكامل والاحترام إقليمياً ودولياً
الثورة- منذر عيد:
من غير المنصف، خلال أقل من خمسة أشهر، إطلاق الأحكام المبرمة على السياسة السورية الجديدة، وما تعمل عليه إدارة الرئيس أحمد الشرع لترميم وتحسين صورة علاقات دمشق مع الجوار والعالم، والتي شوه صورتها النظام البائد، وحكم حزب البعث على مدى أكثر من 60 عاماً.إلا أن الخطوات الأولى للدبلوماسية السورية الجديدة على طريق العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، وبقية دول العالم، تشي بنهج جديد أساسه التعاطي على قاعدة الاحترام المتبادل واستقلالية القرار الداخلي وعدم التدخل في شؤون الآخرين الداخلية، والتأكيد على أن الحضن العربي والتعاون مع الأشقاء العرب أولوية، وضرورة لسيادة الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة، وعلى قاعدة حسن العلاقات، وتبادل المصالح مع باقي الدول، بما يفضي إلى إعادة تلك الدول تشكيل رؤية سياسية جديدة ايجابية في التعاطي مع سوريا ما بعد سقوط نظام بشار الأسد.ما تقدم من حديثنا، تؤكده وتعكسه سلسلة الزيارات والنشاطات الهامة التي أجرها الرئيس الشرع إلى كل من المملكة العربية السعودية في الثاني من شباط الماضي، لتكون المحطة الخارجية الأولى بعد توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية، في زيارة تؤكد دور وثقل المملكة الإقليمي والدولي، وأهمية دورها في تطمين المجتمع الدولي للدخول بشراكة مع سوريا الجديدة، لتكون زيارة الرئيس الشرع إلى تركيا في الرابع من ذات الشهر المحطة الثانية، ومشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي في الحادي عشر من الشهر الجاري، رسالة شكر وتقدير لموقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ودور تركيا في دعم الثورة، والتخلص من نظام الأسد البائد، وهي ذات الرسالة كانت من خلال زيارته إلى دولة قطر أمس الثلاثاء ولقائه الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كما شكلت زيارة الرئيس الشرع إلى دولة الأمارات العربية المتحدة في الثالث عشر من الشهر الجاري ولقائه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، خطوة إضافية على طريق الدبلوماسية السورية الجديدة، الهادفة إلى توطيد العلاقات الأخوية مع الدول العربية، وهي تضاف إلى ما سبقها من زيارات، ومشاركة الرئيس الشرع في القمة العربية غير العادية في القاهرة بتاريخ الرابع من آذار الماضي.إذا ما بينت الخطوط الأولى في اللوحة السياسية السورية الجديدة أن العلاقات العربية – العربية أولوية، فإن التكامل الإقليمي والدولي يبرز بشكل واضح في الصورة، من خلال الخطوط التي رسمتها الجولات المكوكية والمكثفة التي قام بها وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني إلى المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، والمملكة الأردنية، وتركيا وسويسرا ( منتدى دافوس الاقتصادي)، وألمانيا (مؤتمر ميونخ للأمن)، وفرنسا (مؤتمر دولي بشأن سوريا)، وهولندا ( اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية )، والعراق، وقيامه بإجراء ما يقرب من 35 لقاء مع سياسيين ووزراء، حسب ما نقل موقع “عربي 21 ” عن وزارة الخارجية السورية، واستقبال دمشق منذ سقوط نظام الأسد إلى غاية الأول من شهر آذار أكثر من 45 وفداً دولياً.كثيرة هي الخطوط التي بدأت الإدارة الجديدة في رسمها لخريطة سياسية ودبلوماسية جديدة لسوريا المستقبل، ومما لا شك فيه أن الخطوات الأولى لتلك السياسة أتت أوكلها خلال الأربعة الأشهر الأولى من قيادة الإدارة الجديدة لسوريا، عبر كسر العزلة السياسية التي فرضت على سوريا بسبب سياسة نظام الأسد البائد، وقيام العديد من الدول برفع وتخفيف العقوبات الاقتصادية، وقيام العديد من الدول بفتح صفحة جديدة مع دمشق، عبر إعادة فتح سفاراتها المغلقة منذ سنوات.