الثورة أون لاين – حمص – رفاه الدروبي:
نظّم اتحاد الكتاب فرع حمص أمسيّة حواريّة مميزة مع الباحث والمفكر فراس سواح بحضور محافظ حمص المهندس بسام بارسيك ورئيس اتحاد الكتاب الدكتور محمد حوراني.. أدار دفة حديثها الكاتب عطية مسوح في قاعة سامي الدروبي في مركز ثقافي حمص.
بدأ عطية مسوح حديثه عن المفكر السواح فقال: إنَّه يفكك ويعيد التركيب بتأويلات جديدة ولم يطرح كتاباً دون أنْ يحدث ضجة ومناقشات بين المثقفين لغناها بالمعلومات والأفكار ويمكن اختلاف الكثيرين حول تأويلات كتاباته ولا يختلفوا عنه باعتباره يشكل إغناء لمشروع فكري أسهمت كتبه في العقول بفكر حداثوي تنويري.
بينما تناول حديث السواح بأنّ مشروعه المطروح يعتبر حوارياً بالدرجة الأولى ويصبُّ جلّى اهتمامه على النقاش والحوار فيما يبتعد عن الجدال لأنَّه يريد من القارئ عدم شعوره بنوع من الإملاء عليه بل يعتبره صديقه يتبادلون أطراف الحديث سويّاً بهدف إيصال الفكرة بأبسط صيغة ممكنه، لافتاً إلى عدم وجود فكرة صعبة وإنَّما أسلوب صعب في إيصال ما يرغب وآخر سهل لما يريد تقديمه من معلومات ولديه رغبه بفتح النوافذ والتحري على التفكير والوصول إلى النتائج المرغوبة مبيناً أنَّ أغلب مؤلفاته لا تحتوي خاتمة بل ترك نهاياتها مفتوحة تلقى على عاتق القارئ، وأغلب الأحيان يبتعد عن تقديم وجهة نظر وفكر محدّد بينما يكتب بحريّة.. مشيراً السواح أنَّه يطرح كلّ الأفكار ويترك للقارئ العود على بدء فكثيراً ما كان جواب سؤال مطروح عليه ليرد بآخر واعتبرها قمة الحضارة.
وتابع حديثه عن إثباته أنَّ قبيلة قريش عربيّة ومن خلال نظرة علمية لتاريخ الجزيرة العربية وجد أنَّها بؤرة ثقافية في حد ذاتها وأغلبها كتابية والدليل وجود نقوش باللغة الآرامية والهيروغليفية واليمنية وغيرها وكانت ثقافتها ذات صلة وثيقة مع بلاد الشام لابل كانت جزءاً منها وأضاف أنَّ القبائل سكنت المنطقة ذاتها ولا يوجد حد ثقافي أو جغرافي لها فكانت ترحل من الشمال إلى الجنوب.
رئيس الاتحاد الدكتور محمد حوراني اعتبر كتابات السواح غاية في الأهميَّة ومهما بلغنا درجة العلم لايمكن مجاراته لعدم توجهه إلى أسلوب تلقين المتلقي وطرح الفكرة مباشرة، مؤكداً على وجود أزمة ثقافية سببها عدم الطرح بطريقة حواريّة ولعل طريقة السواح كانت سبباً لحضور كبير سواء أكان داخل الوطن العربي وخارحه متسائلاً عن أسباب عدم وصول كثير من الكتابات للمتلقي؟ وأشار أنَّ سببها الرئيسي كان التوجه لأسلوب التلقين إذاً فالمسألة بحاجه لطرحها على بساط البحث فيها لأنَّ الثقافة في حالة تأثر وتأثير ويتوحب على الباحث البقاء أكاديمياً مع الخروج من عباءتها عندما يكتب للناس.