أثبت المنطق والثورة العقلية التي أحدثها انتصار الحجج السليمة على الحجج الزائفة، فللمنطق ومحاكاته دور أساسي في صوابية الرأي وإقراره، وهو الذي يقرّر الخطأ مفارقاً بين البراهين الصحيحة والبراهين الفاسدة…
تلك خطوة لإعادة الفكر إلى تماسكه وفتح آفاق التفكير لترسيخ الأنظمة والقوانين التي تُبنى من خلالها الدول وتخليصها من الفوضى…
الشورى جانب من جوانب الدّين وإذا ما عملنا بها في مستويات أخرى كالاقتصاد والحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية لابُدّ وأنها تعيد للمنطق ثورته المتجددة التي تقضي أن لا مشتركات يمكن الاتفاق عليها ولا جواهر يمكن التسالم بها، ولاثوابت نركن إليها، مع أهمية أن تكون الشورى في أناس وأشخاص فعاليتهم في المجتمعات تأذن لوجودهم في موقع الشورى، لأن الحياة والحضارات لابُدّ أن تُبنى على مشورتهم وحوارهم وتستمر بسداد رأيهم…
عالم الشورى الثقافي يعيد للفكر توازنه وتماسكه والحوار الذي يأخذ من البرهان دليلاً ومن الحجّة منطقاً ومن العقل نهجاً ونظاماً يثبت التاريخ أنّه يبقى حاضراً في قلب المعارف الإنسانية ويمتدّ في الزمان والأجيال…
الشورى في كلّ المجالات المتمثلة في الحوار المنطقي برؤاها الراقية نمط يتجاوز نطاق الفرد والفرديّة ويتّجه نحو الجماعة الإنسانية، ونحن بحاجة إلى تلك الحوارات (جوهر الشورى) ليستعيد الوطن عافيته ويتخلّص من الشوائب التي علقت به خلال سنوات الحرب لينهض من جديد على أسس سليمة صحيحة عنوانها التشاركية في كلّ المجالات.
رؤية – هناء الدويري