ذهبت الكهرباء بكل ما يمكن أن يعول عليه في عملية تشجيع الإنتاج المحلي وزيادته وتطويره، بحيث يؤمن بدائل عن السلع والبضائع المستوردة، كما يدفع باتجاه تنشيط الحرف والمهن الصغيرة والمتوسطة وغيرها.
فمن غير الطاقة لا يوجد حياة، وطاقة الإنسان هي الروح، وهنا الكهرباء تمثل الروح لكل حياة بعد أن ارتبطت كل الأعمال والمهن وغيرها من تفاصيل معيشية بتلك القوة المخفية التي لا نرى سوى آثارها في الإنارة وتشغيل المحركات والمعامل والورش والمنشآت.
وأمام هذا الواقع باتت كل الحلول المطروحة وخاصة في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد، كل تلك الحلول باتت بحاجة إلى تطوير أو استبدال بحيث يتم التفكير بحلول تتناسب مع طبيعة التداعيات التي أدت إليها الحرب العدوانية على سورية، وما لحقها من حصار وعقوبات، بحيث يتم تأمين بدائل تعيد الحياة إلى عروق الجسم الاقتصادي والإنتاجي والخدمي بمختلف مجالاته ولو بنسبة 50% حالياً بما يمكن من إتمام العمل والدفع باتجاه عودة النشاطات المتعطلة وشبه المتعطلة إلى العمل والإنتاج.
ذلك أن غياب الكهرباء ساهم في خروج قوة عمل كبيرة من سوق العمل أو تعطيلها بشكل مؤقت أي إن هؤلاء خسروا مواردهم المالية وباتوا بلا دخل، وتطول السلسلة لأنه ليس العامل في المنشأة فقط أو صاحب المنشأة هو المتضرر وإنما هناك حلقات عمل ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشرة بهم وبالتالي كل هؤلاء تراجعت دخولهم إن لم نقل إنها انعدمت.
إن الظروف الاستثنائية تحتاج إلى معالجة بطرق مختلفة عما كان متبعاً بالظروف العادية، وذلك لاختلاف المعطيات وتغير العوامل المؤثرة في مختلف الجوانب الحياتية والمعيشية في البلاد.
إنها طريقة التفكير التي تخرجنا من كل تلك الحلقات المفرغة التي لانزال ندور فيها دون أن نصل إلى أهدافنا، ولن نصل إذا ما بقينا مأخوذين بدواماتها.
حديث الناس – محمود ديبو