مناقشة الأوضاع في سورية في ظل الحرب الإرهابية المتواصلة، لا ريب ستكون حاضرة على جدول أعمال القمة الروسية الأميركية المقرر عقدها اليوم بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن عبر تقنية الفيديو كونفرانس؟!، فما الذي يمكن أن نتوقعه نحن كسوريين من بايدن، وما جديده حيالنا؟!، هل سيرضخ لحقائق الميدان، ويسلم بإخفاقه، هو وجحافل تنظيماته الإرهابية على الأرض أمام بواسل جيشنا البطل، وبالتالي يغير من سياساته حيال دمشق، ويخفف من وطأة “قيصره” اللا شرعي، واللا قانوني، واللا إنساني؟!، وهل سيلتزم حقاً بما قد يقدمه من وعود، أو ضمانات، أو بما يعرضه من تفاهمات للرئيس بوتين خلال هذه القمة؟!، أم إنه سيزيد الطين بلة، وسيمضي قدماً على خطا أسلافه، بأن كلام السياسة يمحوه دائماً التصعيد في الميدان؟!.
وماذا أيضاً عن التصعيد الأميركي والغربي المسعور ضد روسيا لمحاولة لي ذراعها وابتزازها، فهل تكف أميركا وأتباعها عن سياسة البلطجة والعدوان؟!.
أسئلة، وترجيحات، وربما تكهنات كثيرة تثار هنا وهناك، فكلنا نعي جيداً من هو الكاوبوي الأمريكي، وماذا قدم لكل سكان المعمورة من قتل، ودماء، وأشلاء، وما أقدم عليه من غزوات، وحروب، واعتداءات، وما استخدمه من أسلحة محرمة دولياً، كان لهيروشيما، وناكازاكي، وحتى للسوريين في محافظة الرقة، وأرياف دير الزور النصيب الأكبر فيها، بل نستطيع أن نمضي أشواطاً أبعد من ذلك، ونقول، بأننا كلنا على قناعة تامة بأن أمريكا لم تجلب السلام والأمان يوماً، كما أنها لم تلتزم بأي بند بأي اتفاقية وقعتها، كذلك فإنها لطالما ضربت بكل المواثيق الدولية، والقوانين الإنسانية، والشرائع السماوية عرض الحائط، وتجاوزت ذلك كله، ودمرت العراق، واستباحت أرضه وشردت الملايين من شعبه، والمشهد نفسه تقريباً تكرر على الساحة السورية حيث أقامت قواعد احتلال غير شرعية، ودمرت البنى التحتية السورية عبر تحالفها الدولي الهوليوودي مفضوح الأجندات، ومكشوف النيات والذرائع، والذي شكلته أصلاً من خارج المظلة الأممية.
حتى موسكو نفسها لم تسلم من العقوبات الأمريكية، وحتى حلفاء أمريكا أيضاً، وأتباعها من أنظمة الانقياد الأعمى الأوروبية هي الأخرى نالت نصيبها من سياسة البلطجة الأمريكية.
وأمام ذلك كله يبقى أمام أمريكا خياران لا ثالث لهما، فإما الاستمرار في سياسة القتل المتعمد، عبر الإرهاب المفخخ، والحصار الممنهج، وإما مراجعة حساباتها، ومحاولة التكفير عن أخطائها الدبلوماسية، وعن إجرامها الوحشي، والبدء من جديد بسياسة قوامها احترام الآخر، والاعتراف بحقوقه كإنسان، فهل سيحدث ذلك، أم إنه سيبقى ضرباً من ضروب الخيال الوهمي؟!، الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.
حدث وتعليق-ريم صالح