ودع منتخبنا الكروي الأول بطولة كأس العرب التي تقام حالياً في قطر بخسارته المؤلمة وغير المتوقعة أمام نظيره منتخب موريتانيا يوم أمس، رغم أنه استطاع أن يدخل المنافسة ويكون قريباً من الدور الثاني بعد فوزه على تونس قبل ذلك.
ورغم أن منتخبنا قد دخل البطولة وهو خارج حسابات المنافسة بسبب عدم الاستقرار والظروف التي عاشها خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن الروح والحماسة اللتين لعب بهما مبارياته عوضتا إلى حد ما شيئاً مما يفتقده، وبصراحة نقول: لقد ساعدت أجواء البطولة الحماسية والتي تقام على ملاعب المونديال المنتظر وبأجواء مونديالية، وحفّزت اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم، ولكن في النهاية عدنا إلى الأصل والأساس، حيث الحماسة لا تكفي، فالمنافسة تحتاج إلى عمل وتخطيط علمي سليم ووقت مناسب وظروف مثالية وأسس سليمة، بدءاً من الملاعب مروراً بالأندية وإداراتها التي يجب أن تكون جيدة وتعمل للرياضة وليس للاستثمار من خلالها.
لقد تعثرت منتخباتنا الواحد تلو الآخر، ما يعني أن المشكلة ليست في المدربين فقط، فالمدرب الجيد يحاسب عندما يكون لديه لاعبون جيدون ويمنح الوقت والدعم المعنوي للعمل، وتكون الإمكانات كافية ليقارع من لديهم إمكانات جيدة بل كبيرة.
الحماسة التي لعب بها منتخبنا والتي اختلفت عما قدمه خلال تصفيات المونديال قد تنجح في شوط أو مباراة، ولكنها لا تنجح دائماً والأساس ضعيف والمناخ غير مناسب، يكفينا أوهام، ينبغي تغيير عقلية العمل في الحقل الرياضي الذي هو من سيئ إلى أسوأ.
ما بين السطور-هشام اللحام