الثورة – حمص – رفاه الدروبي:
كانت مسابقة حمص الشعرية في دورتها الثانية خطوة لدعم المواهب الشابَّة وإعطائها فرصة للظهور والاحتكاك بما يساهم في إنضاجها. وشملت عدة محافظات في القطر حيث تمَّ تكريم الفائزين الثلاثة من قبل اللجنة الفرعيَّة لتمكين اللغة العربية بالتعاون بين محافظة حمص ومؤسسة جروس التجارية ومديرية الثقافة وبحضور محافظ حمص المهندس بسام بارسيك ورئيس فرع اتحاد الكتَّاب بحمص أميمة إبراهيم ومهتمِّين بالمجال عينه احتضنته قاعة سامي الدروبي بقصر الثقافة بحمص.
رئيس اللجنة الشاعر حسن بعيتي أكَّد أنَّ واسطة العقد أنصفت الشعر فأنصفها كثيراً وأطلقت الدورة الثانية من مسابقة الشعراء تحت اسم الشاعر نسيب عريضة خصِّصت للشعراء الشباب من الفئة العمرية٢٠-٢٥ وكان للشعر الموزون والتفعيلة دوره إذ شارك بتقديم القصائد 43 مشاركاً ومشاركةً شملت محافظات دمشق وحلب وحماة وطرطوس وحمص، لافتاً أنَّ لجنة التحكيم بدأت بانتقاء الأعمال المقدَّمة وعددها 6-8 قصائد لكلِّ شاعر متقدِّم، وكان تقديم المشاركات عبر بريد إلكتروني خاص بالمسابقة أو بشكل شخصي ثم تلاها الاستماع الصوتي وأعيد قراءتها في اجتماع مطوَّل حيث استمعت اللجنة لكيفية الإلقاء بصوت مسموع لاستيعاب أبعادها الجمالية وبشكل أعمق واختير ستة شعراء في المرحلة الأخيرة من مختلف المحافظات، ملخِّصاً ملاحظات اللجنة للدورة الحالية وأهمها انتصار قصيدة التفعيلة بعد غيابها في النسخة الأولى من المسابقة وفاز بالمركز الأول نصٌّ تميَّز بالنضج الفني وسلامة اللغة وامتلاك الرؤية، بينما احتلَّ المركزين الثاني والثالث نصَّان جميلان بالشعر العمودي المقفَّى لأنَّهما يحملان أبعاداً فنية، منوِّهاً أنَّ المسابقة تسير وفق رؤية واضحة تحقَّقت وتدلُّ على اهتمام الشعراء واعتبره أمراً مبشِّراً نتيجة وجود خطة ورؤية واضحة، مبيِّناً أنَّ اللجنة بذلت كل ما تستطيع لاختيار الأفضل وسيتم نشر القصائد الفائزة كي يكون أشبه بتوثيق على حسن الاختيار لها، تاركين الباب مُشرعاً للآراء لعدم وجود أحكام نهائيَّة؛ لكن المشكلة أنَّها قابلة للتباين والتفاوت بسبب وجود اختلاف في الرأي الأدبي أو الشعري أو الجمالي لأنَّها أمور قابلة للتباين والتفاوت ولكلٍّ ذوقه وروعة نضجه في فهمه الجمالي للنص الشعري.
أما المسابقة فضمَّت لجنة تحكيم مؤلفة من الشعراء حسن بعيتي ومحمد خضور وعبير الديب وفاز بالمركز الأول يزن عيسى من صافيتا خريج كليَّة الهندسة التقنيَّة وطالب ماجستير في إدارة الأعمال أشار أنَّه أحبَّ الشعر منذ الطفولة وشارك بعدة مهرجانات شعريّة توَّجها بعدة جوائز على مستوى القطر وفازت قصيدته بعنوان “اللاأحد” حيث أنشد:
للتوِّ ينهض من غيابة أمِّه حيَّاً
يحطُّ على سرير الأرض
يطلق صرخته الأولى
السلام على الزمان وعلى المكان
على اتساع الدرب بين بداية وبدايتي
بينما احتلَّ المركز الثاني طالب كلية أدب عربي سنة ثالثة جامعة البعث محمد نزار حسن بقصيدة عنوانها “إلى” جاء فيها:
في حضرة الغيب
عارٌ من دمي
فبدا
عند انكشافي مدى
يُفضي لكلِّ مدى
ملقى على شهوة العمياء لامرأة
تقول
لو شئت لمسي
وكنت دوني أمشي خلف أسئلة حُبلى.
والمركز الثالث كان من نصيب طالب هندسة ميكاترونيك سنة رابعة في جامعة البعث عبد السلام صبرا.
والجدير بالذكر أنَّ الدرع المقدَّم للفائزين الثلاثة من أعمال الفنان التشكيلي والنحَّات إياد بلال.