“لكنّ قلباً”.. ينبضُ في معرض الدّوحة للكتاب 

الثورة – رنا بدري سلوم: 

عند الشّاعر حسن قنطار من الشّوق لبلده ما لا تسعه البحار، فقلبه مقيمٌ هنا، ودماؤه تسافر، تكتب أبجديّات الأشجان والمشاعر المتأجّجة في اللجوء والغربة والحنين، إنها أبجديّاته التي لطالما حملت حقائب السّفر فكانت بوحاً في بلاد المغترب، ترنو إلى الحريّة لبلادٍ أنهكها النار والبارود والكيماوي.. كل تلك الهواجس واللواعج سكبها الشّاعر في ديوان “لكنّ قلباً” الذي ينبض اليوم في معرض الشارقة بدورته الرابعة والثلاثين.

اطلعنا على دفتيّ الكتاب الذي أرسله الشاعر حسن قنطار لـصحيفة الثورة، عبر نسخته الإلكترونية، نرى الكتاب مفعماً بالوجدانيّات والخاطرات التي تناور على كل شيء بدءاً من العنوان لكن.. وكأنه يكتب ليستدرك.. فيكتب في نص أجاور:

أكتظّ حيث الخاطراتُ تناورُ

عندي من الأحلام

وحيُ نبوةٍ؛

سأرتّلُ الأطلالَ حين أسامرُ

سأفلسف الأشعارَ، ويح قصائدي

سيقال: مرحى،

أو تقالُ كبائرُ…

حدّثتُ نفسي

عن رواية هاجسٍ… كتم الرواةَ؛ فأرسلته مشاعرُ

فعلمتُ أنّ الجرح

نزوةُ ميتٍ،

وعلمتُ أنّي في الحياة مقابرُ

هي هكذا الأوجاعُ

جلُّ حيائها

أن تشهق الليلاءَ حين تعاقرُ

خيّرتُ يوماً أن أدسّ حكايتي،

أو أن أدسّ الروح،

قلتُ: أغامرُ

فتكفل الشُّراحُ

حرقَ دفاتري

وتهازج الأموات

قلت: أجاورُ

إنه حبر العيون في بلد المهجر، وكأن القنطار، تمرّس مدرسة أدب المهجر وشعرائه، فكانت اللغة الشعرية عنده تخيلية تقوم على الانزياحات اللغويّة بأشكالها المختلفة، تحاكي العاطفة حد الوله كخطابها للعقل، فتفتح عند القارئ باب الدهشة واللذة وتؤثر فيه فتثير تعجّبه وإعجابه في آن معاً، إضافة إلى الإيقاع والموسيقا الداخليّة للكلمات الحرّة من الوزن، فكانت جزءاً مهماً من عناصر التأثير.

ديوان” لكنّ قلباً” الصادر عن دار موزاييك للدراسات والنشر يقع في 111 صفحة من القطع المتوسط، روضة من رياض الشعر الإنساني والوجداني يستحق أن يعبر كل هذا الظلام الذي نعيشه بنور الكلمات التي تحملها حقائب الأبجدية من أرقٍ وورق، فما كان.. إلا أن نسير مع الشاعر على درب الأحلام والحب والحياة.

يخاطبنا الشاعر نحن الشاهدون بصمت أخرس.. في نصه “سلوا قلبي”:

أفتّش في قصائدِ مَن سقَوني

لذيذَ الحبّ

إسراراً وجهراً

أقاربُ كأسيَ المخمورَ

حيناً..

وأحجم خشيةَ الإشفاق

أخرى

تبعثرُ هذه الأوراقَ

يمنى

وتصفع جبهةَ الإذهالِ

يسرى

وتنزفُ حالتي المُزراةَ

عينٌ،

وعينٌ

تلثم الأحلامَ بشرى

أعينوني؛

لأقرأكم وقوفاً،

لأشرب حانةَ الإقبال نهْرا

أقيموني

إذا جفتْ صلاتي

ولو أقوانيَ الإبعادُ قهراً

تسوّر قلبيَ المخنوقَ

شعرٌ

فحرّك شهوةَ الأقلام

شعراً

وسيقتْ هذه الأبيات طوعاً

إلى جناتِ من أهواه

زُمْرا

وسُلواني إذا أسْرتْ حروفي

تسبحُ بالذي

أدنى وأسرى

سلوا قلبي؛ ولو نطقتْ دمائي

أسوقُ القولَ والأعرافَ

حشرا”

نعم، إنها الأشواق المعتّقة لشعراء يحلمون بالحرية والانعتاق يفكون قيد البوح، فيكتبونها ويؤرخونها على ورق ليخرج الشاعر حسن قنطار عن المألوف أو النمط المعتاد في الكلام فيضفي الإبداع والتفرّد على نصوصه، ليشكّل جمالياته الخاصة التي اعتدنا عليها، كإنسان يدعو للسلام وكشاعر يخطّ السلام.

ديوان” لكن قلباً” يتواجد في مكتبة موزاييك العربية “تركيا” وفي مكتبة “إطبع” للتوزيع في دول الخليج العربي، وقد شارك في معرض جدّة للكتاب، وهو اليوم يتصدّر جناح رقم H5_11 معرض الشّارقة.

آخر الأخبار
محافظ حلب : دعم القطاع التجاري والصناعي يشكل  الأساس في عملية التعافي د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق