الثورة – رفاه الدروبي:
دعت حركة الشعر العالمي لتظاهرة من أجل فلسطين وغزة، شارك فيها شعراء وفنانون ومُفكِّرون في جميع أنحاء العالم من جاليات عربية، ومن المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، إذ يقتصر دورهم أمام المأساة الهائلة على توثيقها ونقلها، والدعوة إلى تغيير مواقفهم بكل الوسائل الممكنة في الذكرى السابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية.
واستجابة للنداء نظَّم اتحاد الكتَّاب والأدباء الفلسطينيين- فرع سوريا، أمسية شعرية في مقر الاتحاد بدمشق، شارك فيها شعراء من سوريا وفلسطين.. هم: نجوى هدبة، تماضر سعيد عودة، إبراهيم منصور، أحمد عموري، أكرم صالح الحسين، رضوان قاسم، سامر منصور، سليم المغربي، غدير إسماعيل، قاسم فرحات، محمد كريم.
أمَّا حركة الشّعر العالميّة فتعمد لتنسيق عالمي يشمل 2000 شاعر من 150 دولة، تأسَّست في عام 2011، بهدف تعزيز دور الشعر في المجتمع، وتسعى لدمج الشعر في حياة المدن والقرى، ودعم تأثيره في نفوس الطبقات الاجتماعية كافة، كما توفر الدعم المالي للشعراء والمهرجانات الشعرية لمساعدتهم على الاستمرار في أنشطتهم.
حق العودة
أمين سر اتحاد الصحفيين والأدباء الفلسطينيين الدكتور ثائر عودة، أشار إلى أنَّ حركة الشعر العالمي دعت جميع المثقفين في دول العالم كي يعبِّروا عن مواقفهم في ذكرى يوم النكبة الأليم لدى الشعب الفلسطيني، وشارك فيها الشعراء الفلسطينيون في سوريا ليُنظِّموا قصائد حول النكبة بهدف توجيه رسالة إلى جميع أنحاء العالم، مفادها: إنَّ حق العودة لن يُنسى، وإنَّ المساومة مرفوضة بالكامل، كما يُؤكِّد المشاركون على الحق بعينه، وإذا كانت هناك سياسة لا يمكن فهمها فإنّ ثقافة الواقع ضد التشكيك تطال وعي المثقف لأنه حصنٌ أخير، وعضو مشترك لكلِّ الحقوق العالمية والإنسانية المُفرَدَة من قبل البشرية.
وأوضح الناقد أحمد هلال أنَّ هيئة الأمانة العامة لاتحاد الكتَّاب والأدباء الفلسطينيين شاركت اللقاء مع الحراك بتقديم أمسية شعرية ضمَّت شعراء قدَّموا قصائدهم عن النكبة الفلسطينية، استدراكاً وتذكيراً بحق عودة القضية الفلسطينية إلى المربع الأول وإعادة الاعتبار إليها كونها مُهدَّدة بالنسيان والتذكير بغزة الشاهد والشهيدة باعتبارها تُقدِّم صفحةً عاليةً من التضحيات والصمود البطولي للمقاومة، إضافةً إلى أنَّها عنوان النكبة، ولم تنتهِ، فمازلنا في نتائجها، لكن امتلكنا سرديتها الفلسطينية، سردية المقاومة لدحض سردية الكيان الصهيوني الاستعلائي.
من غزة الصمود
كما استعرض الشّاعر يسر الغول معاناة أهالي غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ذاكراً أنَّه يشاركهم الفعالية من فوق بيته المُدمَّر في غزة حيث نصب خيمته فوق أنقاضه، ثم ندَّد بالواقع المؤلم وما يحدث فيه من حصار جائر وبحثٍ مُضنٍ عن الطعام والشراب، إضافة إلى استغلال النخب، مُنوِّهاً بأنَّ المثقف أول من يقاوم وآخر من ينكسر، فالتاريخ يُسجِّل أسماء الكثير من الأدباء والشعراء المناضلين بالكلمات، أمثال: “محمود درويش، هاشم رشيد، إميل حبيبي”، كذلك كان للفنانين دور لا يستهان به مثل: “ناجي العلي، باسل الأعرج، مهند الحلبي” .
الشاعر سامر منصور، لفت إلى أنَّ التظاهرة العالميّة عبارة عن قصائد شعريّة لأجل فلسطين وغزة، فالشعراء لا يزعمون أنَّهم يُضيفون أبعاداً جديدة لأن الإبداع وليد الخيال وما يحدث في فلسطين يفوق الواقع والخيال والسريالية، إذ ترتسم هناك عبر الخراب والدمار والأشلاء متناثرةً هنا وهناك، كما ينقل الشعراء من جاليات مختلفة جزءاً بسيطاً من المشاهد المروِّعة، متعاطفين مع القضية الفلسطينية وما يحدث داخل الأراضي المحتلة.
الشاعر سليم المغربي، بيَّن أنَّ اللقاء مبنيٌّ على ما يبوح به الشعراء عن فلسطين والقضية كونهم لا يزالون يدافعون بالكلمة والفكر حتى يبقى اسم فلسطين مدوِّياً في جميع أنحاء العالم.
ليست دعاية سياسية
الشاعر أيهم حوري، أوضح أنَّ فلسطين ليست دعاية سياسية أو إعلامية؛ بل قناعات لأنَّها تتغير وتتبدَّل، ثم استشهد بكلام الفنان ناجي العلي عندما اعتبرها نبض الشعب العربي من المحيط إلى الخليج؛ وليس من البحر إلى النهر.
بدوره الشاعر قاسم رضوان، لفت إلى أنَّها تظاهرة ثقافية شعرية للتعبير عن المواقف تجاه القضية الفلسطينية، فأبناؤها لا يملكون إلا الكلمات، وليس الشعر إلا أداة بسيطة أمام التحديات كي يُعبِّر عن ملكية فلسطين لأهلها مهما طال الزمن، وأن 77 سنةً لا يمكن أن تطوي قضيّتها أو تختصرها بالكلمات، فجيل وراء جيل يطالب بحقه المشروع، والكلمات وحدها أداة بسيطة أمام التضحيات، لكنَّ الأمل يتجدَّد دائماً بالانتصار والعودة إلى الأرض.