الثورة- ترجمة ختام أحمد:
شهدت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية هذا الأسبوع إنجازاً تاريخياً على عدة أصعدة، وكان من أبرزها خطابه في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالرياض، الذي أعلن فيه ترامب رفع جميع العقوبات الأمريكية عن سوريا لمنحها “فرصة للنمو والتطور”. وأنه “حان وقت تألقهم، سنرفعها جميعاً. بالتوفيق لسوريا، أظهروا لنا شيئاً مميزاً للغاية”.
لا شك أن الحكومة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، مدينةٌ بامتنانٍ كبيرٍ لهذا القرار، ليس فقط للرئيس الأمريكي، بل أيضاً لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لذا، فإن نجاح الشرع في تحقيق استقرار البلاد والحفاظ على السلام، وتحقيق ما تمنى ولي العهد للشعب السوري، أن يعيشوا في رخاءٍ وسلام، يُعدّ مهمةً حاسمةً، كما صرّح ترامب، فإن العقوبات “القاسية والمُعيقة” قد أدّت غرضها ولم تعد ضرورية.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن هذا جاء بعد أسبوع واحد فقط من أول زيارة رسمية للرئيس السوري إلى أوروبا، حيث التقى بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، وقد تحقق ذلك بلا شك بدعم عربي، وكان بمثابة خطوة دبلوماسية أولى بعد الإطاحة ببشار الأسد.
وقد مضت الزيارة قدماً رغم بعض التغطية الإعلامية السلبية، التي ركزت بشكل رئيسي على مستقبل الأقليات في سوريا، من المهم ملاحظة الإرادة القوية لدى القوى الإقليمية والدولية لاستقرار سوريا، وهذه إحدى أهم الخطوات التي يتعين على الشرع تنفيذها بسرعة.
هناك فهم واضح للتهديدات والتدخلات المحتملة، لذا على القيادة الجديدة في دمشق أن تُظهر لمواطنيها جهوداً حقيقية لتحقيق سوريا آمنة ومستقرة وذات سيادة، وهذا يعني حكومة لا تحمي جميع فئات المجتمع فحسب، بل تمنح جميع مواطنيها أيضاً الحق في الأمن وفرصة للتقدم.
اليوم، ثمة دعم عربي وتركي غير مسبوق لدمشق الجديدة، وقد أظهر هذا النهج الأوسع استعداد الدول الإقليمية الرائدة، بنضج كبير، لفاعلية أكبر، وبينما يتكشف هذا الأمر- والنتيجة لا تزال مجهولة- يدرك الجميع المخاطر والتهديدات، ومع ذلك، يدرك الجميع أنه إذا توفرت إرادة قوية من الحكومة الجديدة لإحداث تغييرات حقيقية، فستكون سوريا على مسار إيجابي جديد، مع ذلك، لا يمكن للقادة الجدد في سوريا الاكتفاء بالقول إنهم ليسوا كالحكام السابقين، عليهم بناء سوريا الجديدة وتحقيقها.
المصدر _ ArabNews
