الثورة – تحقيق جهاد الزعبي:
يستعد 48 معملاً لصناعة الكونسروة في درعا حالياً لتسوُّق محصول البندورة من أجل صناعة دبس البندورة، وقد أجرى أصحاب تلك المعامل الصيانات المطلوبة قبل البدء بالعملية الإنتاجية..
شكاوى المزارعين
في إطار ذلك مزارعو البندورة قالوا لـ”الثورة”: “إن أصحاب معامل الكونسروة يستغلون غزارة الإنتاج، واستواء حبات البندورة جراء حرارة الصيف ويدفعون أسعاراً متدنية جداً لا تتواكب مع تكاليف الإنتاج، وبالتالي يضطرون للبيع بخسارة، بينما يبيع أصحاب المعامل إنتاجهم بأسعار مربحة جداً، مطالبين بضرورة العمل على إنشاء مجمع للصناعات الغذائية في مقرّ معمل كونسروة مزيريب لاستيعاب فائض الإنتاج والتدخل الإيجابي لمصلحة الفلاحين عبر التنافسية مع المعامل الحالية.
أصحاب المعامل
بالمقابل فإن المتابع لأسعار دبس البندورة يلاحظ ارتفاعاً في أسعاره هذا الموسم، إذ وصل سعر الكيلو الواحد إلى 12 ألف ليرة وسطياً، مرتفعاً بشكل ملحوظ عن أسعار المواسم الماضية وبنسبة بلغت 100 بالمئة.
وعزا عدد من أصحاب معامل الكونسروة هذا الارتفاع إلى جملة من الأسباب، أبرزها ارتفاع أسعار محصول البندورة هذا الموسم، مضافاً إليه تضاعف فاتورة تكاليف الإنتاج وأبرزها المحروقات وأجور النقل والعمالة.
أحد أصحاب المعامل أوضح في حديث لـ «الثورة» أن أسعار منتجاتهم خاضعة لأسعار البندورة التي شهدت هذا الموسم تحسناً لا بأس به، حيث تجاوز سعر كيلو البندورة العصيرية 2000 ليرة، بينما كان يباع في الموسم الماضي بأقل من 500 ليرة والموسم الذي سبقه انخفض السعر إلى 200 ليرة فقط.
قاسم حريدين، صاحب معمل كونسروة قال: “إن فاتورة المحروقات والكهرباء اللازمة للتشغيل هذا الموسم أصبحت عالية بسبب تحرير أسعار المحروقات، وتقنين الكهرباء وانقطاعها لساعات طويلة، ما يضطرنا لتشغيل محركات الديزل لمواصلة العمل”.
وأشار إلى أن “هذه الأسباب مع ارتفاع أجور النقل والعمال فرضت على الكثير من أصحاب المعامل تخفيض إنتاجهم والعمل بالحد الأدنى وبوردية واحدة أو ورديتين والاقتصار في الإنتاج على تأمين الطلبات لزبائنهم فقط”.
350 ألف طن
المهندس عماد الرفاعي أكد أن 48 معملاً للكونسروة من أصل المرخص والبالغ 50 معملاً ستباشر العمل هذا الموسم في هذا الشهر- تموز، ومن المتوقع أن تواصل عملها حتى منتصف شهر تشرين الثاني، لافتاً إلى أن المديرية تعمل مع الجهات المعنية لتزويد منشآت الكونسروة بمستلزمات الإنتاج، ولاسيما المازوت والفيول للتخفيف من أعباء تكاليف الإنتاج على أصحابها بما يضمن استمرارهم بالعمل، وخاصةً أن إنتاج هذه المعامل من “معجون البندورة” لاقى رواجاً في الأسواق المحلية واكتسب ميزة تنافسية في الأسواق الخارجية بسبب جودته العالية وشروط تصنيعه الخاضعة للمواصفات القياسية.
تبقى الإشارة إلى أن محصول البندورة يعد أحد أهم محاصيل الخضار المزروعة في درعا، وهي المحافظة التي تأتي بالمرتبة الأولى في زراعة وإنتاج البندورة المكشوفة بعروتيها الصيفية والتكثيفية، وحسب أرقام مديرية الزراعة فإن إنتاج المحافظة من البندورة لهذا الموسم يصل إلى 350 ألف طن.