“ريسبونسيبل ستاتكرافت”: محطة جنيف.. هل توقف التصعيد بين موسكو وواشنطن؟

الثورة – ترجمة ختام أحمد:

بدأت أمس الاثنين محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا وهي الأكثر أهمية لمستقبل العالم والسلام العالمي، وستكون لنتائجها تداعيات تمتد إلى ما هو أبعد من أوروبا، وتشمل الإجراءات الصينية في الشرق الأقصى وإمكانية التعاون الدولي ضد تغير المناخ.
ومع ذلك، يبدو أن الرغبة السائدة لدى معظم المسؤولين الأميركيين هي في الأساس مواصلة السياسة الأميركية الحالية المتمثلة في المراوغة ومحاولة تجنب صدامات جديدة ولا تحاول الوصول إلى أي اتفاقيات ملموسة أو حل أي من القضايا الرئيسية المطروحة.
إذا تعامل المفاوضون الأمريكيون مع المحادثات في جنيف بهذه الروح، فإن نيتهم ستكون تهدئة المشاعر الروسية ببعض المسكنات والتزامات بإجراء مزيد من المحادثات. قد تستخدم إدارة بايدن أيضًا الحاجة المفترضة لإشراك أوكرانيا في المحادثات والتوصل إلى إجماع مع الاتحاد الأوروبي وحلفاء الناتو كذريعة لعدم التحرك نحو أي اتفاقيات ملموسة لكن هذا النهج قد انتهى بالنسبة لروسيا لأنها مؤخراً أعلنت أنها لن تقبل بعلاقة مع الغرب تستمر على هذا المنوال.
من وجهة نظر موسكو، كان هذا هو النهج الأميركي بشكل أساسي منذ تولي إدارة أوباما المنصب في عام 2009. ومنذ ذلك الحين، لم يتقدم الغرب أكثر فأكثر على حساب روسيا، ولكن الحالة غير المستقرة للعلاقات الأميركية الروسية تعني أن كل جديد أدى إلى مزيد من الأزمات – بما في ذلك أزمتي سورية وأفغانستان.
إن التطورات الأخيرة المتعلقة بأوكرانيا تعني أن المؤسسة الروسية ترى أن المصالح الحيوية لروسيا تحت التهديد، وفي حال فشل الاتفاق الذي يعالج ما يكفي من مخاوفها الرئيسية، يبدو أنها على استعداد للتصرف بقوة للدفاع عن تلك المصالح.
لكن يجب على الأميركي عند الدخول إلى هذه المحادثات أن يضع نفسه مكان خصمه، ما يؤدي إلى فهم ما يراه خصمك على أنه مصالحه الحيوية لبلده، وما يرون أنه مصالح ثانوية، سيكونون مستعدين لتقديم تنازلات بشأنها.
كيف إذاً ينبغي للإدارة الأميركية معالجة القضايا الملموسة على المحك في جنيف؟. بخلاف بعض المسؤولين في الغرب فإن إجماع المخابرات الأميركية هو أن الحكومة الروسية لم تقرر في الواقع الحرب بعد، وإن الطريقة الوحيدة لاختبار هذا التأكيد هي فتح المحادثات، وتقديم اقتراح مضاد معقول وانظر كيف ستتصرف روسيا.
يجب أن يحتوي هذا الاقتراح الأميركي المضاد على عنصرين مترابطين، يقومان على فكرة المعاملة بالمثل: الأول هو التزام الولايات المتحدة المتجدد بالحكم الذاتي المضمون لمنطقة دونباس منزوعة السلاح داخل أوكرانيا، والالتزام العام بجعل الاتفاقية الأوكرانية لهذا الشرط شرطًا لمزيد من الاستقلالية.
أشارت إدارة بايدن مؤخرًا إلى بعض الدعم الحقيقي لحكم دونباس الذاتي (الذي كان في النهاية سياسة رسمية للولايات المتحدة منذ عام 2015)، لكنها بحاجة إلى التصرف بحزم لتحقيق ذلك.
يجب أن تتعهد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بعدم نشر قوات إضافية في الدول الأعضاء الجدد في الناتو مقابل تعهد روسي بعدم نشر قوات إضافية في كالينينغراد وبيلاروسيا وترانسدنيستريا وشبه جزيرة القرم.
بقلم: أناتول ليفن
المصدر: Responsible Statecraft

آخر الأخبار
تأخير بترحيل النفايات ببعض مناطق دمشق.. " النظافة ": استقدام آليات ومعدات جديدة وزير الأوقاف: نجاح حج 1446 محطة مفصلية لسوريا " النقد الدولي" أول انخراط مباشر .. وخريطة طريق لإصلاح اقتصادي شامل جديد مؤتمر آبل Apple للمطورين العالميين (WWDC 25) كوريلا: سقوط الأسد غيّر معادلات الشرق الأوسط وأضعف إيران السكري والوراثة.. الجينات ترسم البداية لكن القرار بيدك كوري ميلز: أمر تنفيذي مرتقب من ترامب لإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا مبعوث ترامب: واشنطن تخشى اغتيال "الشرع" وتدعو لتأمينه وتوسيع الدعم لحكومته " الثورة " تفتح ملف تفاصيل وخفايا الجدال حول  استثمارات "تعبئة المياه'' الليكو لـ"الثورة": شروط صارم... رفع جودة الخدمات في اللاذقية قبل الموسم السياحي الشيباني يلتقي نظيره الفرنسي في نيس الفرنسية يربط الموانئ البرية والبحرية.. البراد: رفع الطاقة الاستيعابية لـ"معبر نصيب" الصناعيون يطرحون حلولاً إسعافية.. معامل السيراميك بين أزمة الطاقة والتهريب تكاليف الزواج تغتال فرح العرسان  هل يبنى الزواج على الحب..أم على الملاءة المالية ..؟! دراسات لمشاريع تنموية في درعا ضربات جوية تستهدف مناطق بريف إدلب تخلّف قتلى وجرحى كتّاب اللاذقية يطالبون بمشاركة أوسع وتحسين واقعهم المادي السورية للاتصالات: انقطاع الانترنت سببه عطل فني مؤقت تأمين مستلزمات العملية الامتحانية بالتعاون مع "اليونيسيف" الشرطة السياحية.. تعزيز للثقة بين السياح والمجتمع المحلي