الثورة – غصون سليمان:
في عشق الوطن ثمة تفاصيل لا يمكن تجاوزها فهي إكسير المحبة وأوكسجين الحياة، لطالما هناك أناس آثروا على أنفسهم أن يكونوا حاضرين في وقت الشدة والمحن، شعارهم “إيد بأيد نعمر سورية الوطن”. ولأن العطاء لا حدود له والشعور بالمسؤولية إحساس عالي الدقة تجاه أبناء البلد الذين عانوا وصبروا وقدموا أغلى التضحيات من فقدان الأحبة وجروح ما زالت نازفة كانت العديد من المبادرات الإنسانية الطيبة والهادفة على امتداد مساحة الوطن.
في مركز ثقافي أبو رمانة كان الحضور أكثر من دافئ عكسته وجوه السوريين من كبار السن رجالاً ونساء شباباً وشابات، وأبطال من مختلف الأعمار فقدوا قطعة من أجسادهم لكنهم مصرون على استمرار الحياة.
فقد نفذت الجمعية العلمية التاريخية السورية فرع دمشق أمس فعالية بعنوان لمسة دفء وهي عبارة عن تقديم مساعدة ودعم مادي ل 30 أسرة من ذوي الشهداء والجرحى والمفقودين مقدمة من المغترب السوري الشيخ محمد المثقال “أبو عبد العزيز ” الذي عاد إلى سورية وهو يفاخر بهويته الوطنية منذ سنوات ليقدم الدعم والمساندة والمساعدة لأبناء شعبه ووطنه على مستوى جميع المحافظات.
* إيد بإيد
يؤكد سمو الشيخ المثقال أن شعار حملة “ايدي بإيدكم نبني الوطن وسورية بألف خير” وهذا يترجم بالقول والفعل فيدٌ نطلقها لدعم النفوس المتعبة، وبناء المدارس والمشاريع الاجتماعية والاقتصادية المتنوعة وفق الممكن والمستطاع، واليد الأخرى نعزز بها قوة وقدرات جيشنا الباسل بوقوفنا إلى جانبه بصدق وإخلاص وتفان في العمل.
وقال الشيخ المثقال في حديثه بأن جبران خواطر ذوي الشهداء من آباء وأمهات وزوجات وأبناء هذه الشريحة التي ضحت وصبرت على كل وجع مع جرحى الوطن وأبناء الشعب هو أقل واجب يقدم لهم. مؤكداً أن عزة النفس وكرامة الروح لا تسمو إلاٌ في الوطن، في سورية الأم، في مدرسة القائد الخالد حافظ الأسد الوطنية والتي تعلمنا فيها جميعاً معنى البطولة والرجولة والكرامة.
فسلام على وطن المحبة سورية، على الشهداء قناديل النور، وعلى جرحاه الأبطال، وعلى كل غيور عاشق الوطن داخله وخارجه.
* زرع الابتسامة
الدكتورة رولا الصيداوي رئيسة فرع دمشق للجمعية العلمية التاريخية السورية والأستاذة في جامعة دمشق كلية التربية، عبرت عن تقديرها وامتنانها باسم أعضاء الجمعية لهذه المبادرة الإنسانية النبيلة في تقديم المساعدات لعوائل الشهداء والجرحى والمفقودين والمهجرين. موضحة أنه بين العلم والعمل، وبين القلب والروح تتصل رسالتنا بالحياة لتكمل مشوار العلم وودروب العطاء لزرع الابتسامة في عيون من أتعبتهم الحياة وهي تمضي في خطا ثابتة من أجل النجاح، ونوهت الدكتورة الصيداوي بأن الكريم من كان كريم الخلق، فكيف من كان كريم الخلق والابتسامة والعطاء، لافتة إلى أن الجمعية التاريخية هدفها نشر العلم وإعادة صياغة التاريخ، تاريخ سورية العراقة والحضارة.
* عزيمة لا تلين
بدورها الأستاذة هيام سليمان مسؤولة العلاقات العامة في الجمعية عبرت عن امتنانها الكبير لهذه اللفتة الإنسانية من قبل الشيخ محمد مثقال ابن سورية الذي آثر العودة والوقوف إلى جانب أهله في الوطن وقت الشدة، والتي سبقتها مبادرات إنسانية عديدة توجهت للأطفال والأهالي والمدارس وترميم المشروعات الصغيرة.
وذكرت سليمان بأن رسالة هذا الرجل وهو حاضر بين أهله وناسه يعطي رسالة للعالم بأن سورية هي المبتدأ والخبر فهي مهد الحضارات، وبمحبة أبنائها سيعاد بناء هذا الوطن الذي ضحى بأغلى ما يملك ليبقى عزيزاً كريماً معافى، فسورية لا تعاني من حرب أهلية كما يصورها الغرب الحاقد ووسائل إعلامه المضللة، وإنما من عدوان همجي إجرامي، وحصار جائر، وعقوبات ظالمة، مع تشويه صور الجمال لكينونتها وخصوصيتها وطبيعتها. مؤكدة أن إرادة السوريين وعزيمتهم فوق كل اعتبار، وهم قادرون على النهوض والعطاء وتحصين وطنهم من الأطماع والمشاريع التقسيمية.
* تخفيف الأعباء..
من جانبه بين الأستاذ عبد الكريم ونوس أمين سر الجمعية أهمية المبادرات الوطنية الإنسانية الموجهة لأسر الشهداء والجرحى والمحتاجين وتقديم يد العون والمساعدات التي ترمم بعضاً من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة في هذه الظروف الصعبة.
وقال ونوس إن هذه الفعالية ليست الأولى التي يقدمها سمو الشيخ محمد المثقال على صعيد الوطن، لكنها الأولى على صعيد التعاون مع فرع دمشق للجمعية العلمية التاريخية السورية والتي تمت بموافقة وإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ليكون الجانب الإنساني حاضراً أيضاً ضمن أعمال الجمعية والتي تنشط في المجال الثقافي وإعداد الندوات التوعوية وغيرها.
هذا وقد عبر ذوو الشهداء والجرحى عن امتنانهم وقوتهم وقدرتهم على الصمود والتحدي مهما تعثرت الأيام وبلغت التضحيات.
وفي نهاية الفعالية قدمت رئيسة وأعضاء فرع دمشق للجمعية التاريخية درعاً لسمو الشيخ محمد مثقال تقديراً لمواقفه الإنسانية النبيلة.