الثورة – يمن سليمان عباس:
لا نأتي بجديد إذا ما كررنا مقولة أن الأسرة هي الركن الأساس في كل المجتمعات العالمية وما من مجتمع يهمل الأسرة إلا ويكون التفكك مصيره غير ما يحيق به من مصائب وأمراض اجتماعية كثيرة.
ومن باب لا نعرف ما نسميه ظننا أن الغرب قد تخلى عن الأسرة وتفككت عائلاته وأصبح نشازاً بكل شيء… ربما ظهرت الكثير من علائم التراخي هناك ولكن حسب كل الدراسات الاجتماعية التي تصدر باستمرار تم تجاوز هذه المرحلة وهذا أيضاً لا يعني أنها انتهت إلى غير رجعة بل يعني الأمر أنها الآن تحت ضبط شديد فقد قرع جرس الإنذار بقوة مرات ومرات وتمت الاستجابة للعودة إلى لبنة المجتمع الأولى الأسرة.
ولا سيما في تربية الأطفال وفق تربية تجمع ما بين التقليدي وما يسمى الأسلوب الحديث إذ تبين من خلال الدراسات التي تناولت شرائح واسعة في المجتمع الغربي أن الانخراط فيما يسمى التربية الحديثة يعني أن الأطفال سيكونون بلا جذور بلا هوية.
وفي دراسة أعدها مارتين فورنيي ونشرتها مراكز دراسات وأبحاث غربية ووسائل تواصل إجتماعية.. يقف مارتين عند الكثير من عناوين الأسرة والتربية مثل: الأبوة والأمومة والأمان الذي تحققه الأسرة للأطفال الذين يميلون عندما يكبرون أو يصلون سن المراهقة يميلون إلى الانفصال عن الأهل لكن الكثير منهم يعودون بعد أيام إلى أحضان الأسرة إذ يشعرون أن الأمان الذي كانت تحققه لهم غير موجود في مكان آخر.
وتشير الدراسة إلى ضرورة تنظيم وقت الفراغ لدى الأطفال من أجل تحقيق التوازن بين الحياة الأسرية والمدرسية ومن ثم الجمع بين ما أسماه الإكراهات أي الواجبات المدرسية واللعب وكذلك الوصول إلى نقطة العلاقة بين الآباء والأبناء من خلال ما أسماه توجه الأبناء واحترام الخصوصية التي تشكل جانباً صحيحاً من نمو الأطفالظ
ومن أجل نمو الاستقلالية عند الطفل يؤكد العلماء أنه يجب مخالفة بعض رغباتهم حتى يقووا ويتعلموا أنه ليس كل شيء متاحا لهم.. وبالتالي هذا يؤدي إلى اكتشاف أن العالم ليس كما يراه الطفل.
ويخلص مارتين في دراسته إلى أن الأسرة هي الركن الأساس والتربية التي يتلقاها الطفل تحكم على مستقبله من هنا لابد من تربية متوازنة في الأسرة تجمع بين الأصالة ومتطلبات الحياة.