“أوبزيرفر فاونديشن”: أهداف فضائية طموحة للصين

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
لقد حددت الصين أهدافاً طموحة لبرنامجها الفضائي للسنوات الخمس المقبلة، وهو ما تم تفصيله في أحدث ورقة بيضاء عن الفضاء صدرت قبل أيام قليلة. بكين بالفعل لاعب فضاء راسخ قام بالعديد من المهمات الجريئة إلى الفضاء، بما في ذلك هبوط مركبة جوالة على الجانب البعيد من القمر (2019)، وإعادة عينات القمر إلى الأرض (2020) ، واستكمال نظام الملاحة العالمي” بيدو” المحلي (2020)، وإرسال مهمة غير مأهولة إلى المريخ (2021)، مما جعلها ثاني دولة تهبط بمركبة على الكوكب الأحمر، وهذه ليست سوى البداية، فالصين لديها خطط أكبر بكثير.
يحدد الكتاب الأبيض عدة مهام كوكبية في السنوات القادمة، ومن بينها مهمة إلى كوكب المشتري والبحث التكنولوجي الرئيسي لأخذ عينات من المريخ وإعادته؛ جمع وإحضار عينات القمر من الجوانب القطبية للقمر؛ القيام “بهبوط دقيق في المناطق القطبية للقمر وكشف قفز في منطقة الظل القمرية”؛ الانتهاء من البحث والتطوير للتقنيات الرئيسية لمهمة Chang’e 8 ؛ العمل مع الدول الشريكة الأخرى والمنظمات الدولية لإنشاء محطة أبحاث قمرية دولية؛ إطلاق مسابر الكويكبات لأخذ عينات من الكويكبات القريبة من الأرض وسبر مذنبات الحزام الرئيسي؛ وخطط لاستكشاف حدود النظام الشمسي. وهذا يعني أنه لدى الصين خطط طموحة بشكل خاص للمريخ، فهي تسعى لإرسال بعثة مأهولة إلى المريخ في عام 2033، ودراسة المناطق المحتملة للقاعدة الصينية بالإضافة إلى تطوير الأنظمة المطلوبة لاستخراج الموارد.
وسيكون لهذا آثار عرضية من حيث الأهداف المتنافسة للأطراف الأخرى، فقد حددت الولايات المتحدة على سبيل المثال، خططها الخاصة بالمريخ في تموز من العام الماضي، قائلة إنها تخطط لاختبار أدوات ومعدات جديدة على القمر يمكن استخدامها على المريخ، بما في ذلك البيئة البشرية وأنظمة دعم الحياة والتقنيات، والممارسات التي يمكن أن تساعدنا في بناء بؤر استيطانية مكتفية ذاتياً بعيداً عن الأرض”.
وقد ركزت الصين منذ سنوات بشكل كبير على تطوير صواريخ قادرة على إطلاق حمولات كبيرة، حيث يجري تحسين سلسلة صواريخ Long March الصينية من أجل “إطلاق غير سام وخال من التلوث”. كما تحرز الصين تقدماً من خلال مركبات الإطلاق القابلة لإعادة الاستخدام وأجرت رحلات تجريبية. وتخطط أيضاً لتطوير وإطلاق تلسكوب فضائي يسمى Xuntian.
أما بالنسبة للسنوات الخمس المقبلة، فتقول الصين إنها “ستعزز مراقبة الحركة الفضائية؛ كتحسين نظام رصد الحطام الفضائي، وقاعدة بيانات الفهرسة، وخدمات الإنذار المبكر؛ وإجراء صيانة في المدار للمركبات الفضائية، وتجنب الاصطدام والسيطرة عليه، وتخفيف الحطام الفضائي، لضمان التشغيل الآمن والمستقر والمنظم للنظام الفضائي؛ تعزيز حماية أنشطتها الفضائية وأصولها والمصالح الأخرى من خلال تعزيز القدرة على النسخ الاحتياطي في حالات الكوارث وحماية المعلومات، وزيادة المناعة والقدرة على البقاء”. وذكر الكتاب الأبيض أيضاً أنه يستكشف إنشاء نظام دفاع للأجسام القريبة من الأرض مع زيادة قدرته على الرصد والفهرسة والإنذار المبكر والاستجابة فيما يتعلق بالأجسام القريبة من الأرض.
وحول التعاون الدولي في مجال الحوكمة، قالت الصين إنها ستشارك بنشاط، من خلال منصة الأمم المتحدة المتعددة الأطراف، في صياغة القواعد الدولية المتعلقة بالفضاء، وستعمل مع الدول الأخرى لمواجهة التحديات في ضمان استدامة أنشطة الفضاء الخارجي على المدى الطويل “. بالإضافة إلى ذلك، تسعى بكين إلى “التعاون في إدارة بيئة الفضاء، وتحسين كفاءة إدارة أزمة الفضاء والحوكمة الشاملة، وإجراء حوار مع روسيا والولايات المتحدة ودول أخرى وكذلك المنظمات الدولية ذات الصلة بشأن إدارة الفضاء الخارجي”.
وفيما يتعلق بإدارة الفضاء المحلية، ذكر الكتاب الأبيض الجديد أن الصين ستسرع عملية تطوير قانون فضاء محلي بما في ذلك وضع لوائح بشأن تعزيز إدارة أنشطة الملاحة عبر الأقمار الصناعية، ومراجعة تدابير تسجيل الأجسام الفضائية، وتنظيم المشاركة، واستخدام بيانات الفضاء وترخيص عمليات الإطلاق الفضائية المدنية، وإدارة موارد ترددات الأقمار الصناعية والمدارات، فضلاً عن تنسيق وتسجيل الموارد لحماية حقوق الصين ومصالحها.
تستخدم الصين الفضاء أيضاً كأداة رئيسية في تعزيز دبلوماسيتها ومصالحها الوطنية، فهناك العديد من الإشارات في الكتاب الأبيض حول التواصل في الشرق الأوسط وإفريقيا وباكستان . على سبيل المثال، يقول الكتاب إن بكين “ستعطي الأولوية لتطوير أقمار الاتصالات لباكستان وللتعاون في بناء مركز الفضاء الباكستاني ومدينة الفضاء المصرية”.
وفي حين أن الكتاب الأبيض الصيني عن الفضاء هو خطوة جيدة للشفافية، فإن الأهداف المنصوص عليها في الوثيقة قد تجعل المساحة أكثر تنافسية، ومن الواضح أن سباق الفضاء يسير على قدم وساق.
المصدر: Observer Research Foundation

آخر الأخبار
"صيادلة طرطوس" تكرم الرعيل الأول  "الخزف السني بين العلم والفن".. لقاء علمي يجمع الإبداع والاحتراف في جامعة حلب مبادرة في «جب رملة»لحل مشكلة مياه الشرب  رجل الأعمال "قداح" يؤهل مستشفى تدمر على نفقته الخاصة تنظيم 18 ضبط تعدٍّ على مياه الشرب باليادودة  بوتين يستقبل الشيباني والوفد المرافق في الكرملين بطاقة استيعابية تبلغ 80 سريراً.. نقل المستشفى الميداني إلى مدينة القصير  شمس جديدة تشرق على الزراعة..  مشروع تأهيل آبار الري في "صوران" بريف حلب  سوريا وروسيا تبحثان قضايا عسكرية مشتركة سطو مسلح يعطل صرف الرواتب في السويداء.. و"المالية" تصدر بياناً متابعة واقع الاستثمار والمرافق الحيوية في حسياء الصناعية خطوة نحو "سوريا الجديدة".. إطلاق مديرية خدمات الشركات والسجل التجاري صفحة جديدة من التعاون الحقيقي.. دمشق وموسكو: تعزيز الشراكة ورفض التدخلات الخارجية "أطباء بلا حدود".. دعم وتطوير مستشفى نوى الوطني "صحة حلب" تبحث مع عدة منظمات دولية دعم القطاع الصحي في المحافظة تفعيل دور اتحاد العمال بحلب على المستويين الدولي والعربي  تعزيز القطاع السياحي في درعا وتطوير المواقع السياحية قريباً.. قانون للجامعات ومنظومة تعليم خالية من الفساد زيارة الشيباني لروسيا  مهمة لإعادة  ترتيب الأوراق  وبناء علاقات متوازنة الأحد استئناف منح براءات الذمة العقارية.. خبير اقتصادي لـ "الثورة": تُعيد النشاط للسوق وتُحرّك الاقت...