الثورة – مها دياب:
غزت وسائل التواصل الاجتماعي حياتنا بشكل كبير وكان الضحية الأبرز لهذا الغزو أبناءنا الذين وجدوا أنفسهم في عالم واسع متخم بكل أنواع الترفيه والمعلومات بعيدا عن أعين الأهل الذين استسلم كثيرا منهم لهذا الواقع المزيف.
لكن ما وراء الاكمة أخطر بكثير مما يعرفه الكثيرون حيث يشاهد أبناؤنا بالإضافة إلى ما تعرضه وسائل التواصل الاجتماعي كما هائلاً من الإعلانات المرافقة والتي تكون بمعظمها إعلانات خادشة للحياء ومدمرة لأبسط القيم والأخلاق.
إن مشاهدة هذه الإعلانات التي تزج زجا رغما عن أنف المشاهد لها تأثير سلبي على سلوكيات أطفالنا ووعيهم وإدراكهم وهذا لا يتلاءم مع أعمارهم وطريقة تفكيرهم.
ففي الماضي كان التلفاز الوسيلة الوحيدة للتسلية حيث يجلس الطفل فترات طويلة أمام شاشة التلفاز ويشاهد فيه الكم الهائل من الاعلانات التسويقية الممتعة المعتمدة على الأغاني المفضلة واغراء الصورة واعتقادهم بصدقها وأنها حقيقة لذلك لم يكن لتلك الاعلانات التي تخضع لمراقبة ومتابعة من المعنيين بالأمر أي خطر.
اما في وقتنا الحاضر ومع التطور التكنولوجي السريع وانتشار الألعاب والتطبيقات التفاعلية ووسائل التواصل الاجتماعي وبعيدا عن أي جهة رقابية بات الخطر واضحا على الأطفال ما يوجب التدخل السريع من قبل الأهل لحمايتهم من الكم الكبير من الإعلانات على هذه التطبيقات والألعاب كالاعلانات المسيئة للٱداب والأخلاق وتلك التي يراد من ورائها تدمير بنية المجتمع الاجتماعية والأخلاقية،ذلك أن تلك الإعلانات تهدف في مضامينها وغاياتها إلى هدم شخصية الطفل وتكوين وعيه وثقافته وتوجيه سلوكياته باتجاه خطير وسيىء يؤثر على اخلاقياته وطريقة تعامله في الحياة.
من هنا يتوجب على الأهل والأسر بشكل عام الخروج من الدور السلبي والضلوع بدور إيجابي لجهة متابعة أبنائهم ومراقبتهم عن كثب لأن غيابهم وتخليهم عن مهامهم التربوية والأسرية سوف يؤدي إلى خلق هوة كبيرة بينهم وبين أطفالهم.
وهنا نؤكد على أن مفتاح الحل أولاَ وآخراَ يكمن بيد الأهل و إدراكهم ووعيهم لخطورة ما يحدث وما يتعرض إليه ابناؤهم من مغريات وتأثيرات عبر هذه الوسائل والتطبيقات فلابد من محاولة التقرب من الأبناء ومشاركتهم هواياتهم وألعابهم المفضلة وقضاء وقت كاف معهم والقيام بنشاطات كثيرة ومشتركة معهم واتباع سياسة الحوار والنقاش والثقة فيما بينهم،وتوجيههم تربويا وسلوكيا ووضعهم على الطريق الصحيح و مراقبة هواتف الأطفال ومشاهدة كل ما يفعله الطفل ويشاهده على هاتفه بالإضافة إلى تقييد المحتويات الظاهرة لهم على الإنترنت ، وأخيراً لابد من اعتماد سياسة واضحة من الأهل حول الوقت المتاح لمشاهدة التلفاز إن كان متاحا في هذه الظروف أو استخدام الهاتف الذكي.