الملحق الثقافي:رنا بدري سلوم:
لم يبرأ الحقل الإبداعي والفكريّ من المنجلِ الاقتصادي الذي بات يقتصُنا في كل الفصول!، ليمسي عائقاً أمام إنتاجنا الأدبيّ، فبقدر أن يكون محصولنا السنويّ وافراً بقدر ما يمكن أن نتخلص من أزمة تكدّسه في بيئة لا تليق بهذه القيمة الإبداعية التي هي حصيلة عصارات فكرية وروحية وتاريخية تثبت أن الكاتب السوري يتمتع بقدرٍ كبير من الثقافة وإلا لما زرع قمح إبداعه في هذا الحقل الوفير، هي حزمٌ من الاقتراحات التي طالب بها أعضاء اتحاد الكتاب العرب،والتي قد تكون محقّة، فيما يخص الشأن المالي من أجورِ النشرِ والضمان الصحّي لأعضاء الإتحاد وغيرها من الرؤى، فهل يوافق الاتحاد على ما تمناه أعضاؤه منه في مؤتمرهم المنعقد في دورته العاشرة؟
عضو اتحاد الكتّاب العرب الشاعر فرحان الخطيب بين «للثورة» أن المكتب التنفيذي الجديد للاتحاد رئيساً وأعضاء يبدي اهتماماً لافتا بإدارة هذا الصرح الأدبي الشامخ» لافتاً إلى أهمية التعاضد الذي حصل مع فروع الاتحاد في المحافظات، ومشاركة الاتحاد في كثير من الفعاليات المهمة، مشيراً إلى المبادرة الطيبة بافتتاح مكتبات ريفية باقتراح من الفروع واهتمام من المكتب التنفيذي، قائلاً» قد كان لنا في فرع السويداء تجربتان ناجحتان بافتتاح مكتبتي «المنيذرة» و»بريكة» وحضر الافتتاح الدكتور محمد الحوراني رئيس الاتحاد وأعضاء من المكتب التنفيذي، والآن ولأننا في بداية مشوارنا في هذه الدورة، فالمطلوب بيّن وواضح للمكتب التنفيذي أكثر من باقي الأعضاء، وأول ما يجب أن نفكر به زيادة التعويضات لعضو الاتحاد ورفع مستوى الاستكتاب والضمان الصحي والمعاش التقاعدي ليتلاءم مع الضائقة المعيشية التي تلف المواطن من كل الاتجاهات»، ويستهجن الخطيب قائلاً « ليس من المعقول أن يحضر عضو الاتحاد اجتماعاً في المركز ويصرف له نصف نفقات تعويض النقل!، وهو ما يؤدي إلى ترهل في التعاطي مع ما هو مطلوب، مطالباً بالعمل على إنجاز مستودع يليق بإصدارات الاتحاد وحفظ هذه الكتب من التلف والاهتراء، ومعاودة الإصدارات الورقية بالطريقة التي كانت سائدة قبل الأزمة والاهتمام بتوزيعها بالشكل المطلوب.
مؤكداً على التزام معظم أعضاء اتحاد الكتاب العرب بمواقفهم المبدئية والفكرية والثقافية المدافعة عن الوطن خلال الأزمة التي مرّت ولّما تزل بسورية، ولم يتوقف أعضاء الاتحاد الشرفاء عن استنكار وفضح المؤامرة التي حيكت ضد الوطن، ومازال الأدباء يغمسون ريشة إبداعهم بضوء الشمس حتى تنكشف الغمّة والظلمة عن سماء سورية، متمنياً لمؤتمرنا التوفيق والنجاح.
في حين يرى عضو اتحاد الكتاب العرب الشاعر يحيى محي الدين أن الاتحاد يميل في هذه الدورة لاستقطاب فئة الشباب من خلال إيصال الكتب للقرّاء وتشجيع المواهب الشابّة، كما يحاول تشجيع الكتّاب العرب من الدول العربية الانتساب إلى اتحاد الكتاب العرب في سورية، انطلاقاً من حرصه على التواصل مع الكتاب العرب تأكيدا للبعد القومي والعربي، مؤكداً أن الأعضاء في هذه الدورة على فاعلية تواصل الاتحاد مع الطلبة في الصروح التعليمية، ويأمل محي الدين من الاتحاد الالتفات قدر المستطاع لحالة الأعضاء الاقتصادية، والنظر في متطلباتهم كتأسيس الاتحاد جمعية سكنية لمن يريد التخصص بشقّة سكنية إسوة بباقي النقابات والاتحادات، متمنياً زيادة أجور النشاطات وأجور الاكتتاب للمواد المنشورة، وتخصيص مقر إقامة للأعضاء الزائرين لإقامة نشاطاتهم في فروع المحافظات.
أما الروائي سهيل الذيب عضو اتحاد الكتاب العرب فاقترح العمل الجديّ على تحسين أوضاع الكتّاب المادية، كرفع الأجور ثلاثة أضعاف على أقل تقدير، فبرأيه قراءة كتاب ما وإبداء الرأي فيه يجب أن يتجاوز «عشرة آلاف ليرة» والأهم عند الذيب الضمان الصحّي للكاتب هو أقل من الطموح بمسافات شاسعة، فبرأيه على المؤتمر أن يقر ضماناً صحياً يوفر للأديب إمكانية علاجه مجاناً في مشافي الدولة مهما كانت التكلفة ومهما كان نوع العمل الجراحي، متسائلاً ليس من المعقول أن يعطى الكاتب خمسين ألفاً في السنة وأجرة العمل الجراحي تتجاوز ملايين الليرات إضافة إلى إعطاء المزيد من الحريّة للكاتب لمزيد من الإبداع، ووضع أسس يمكن الاعتماد عليها في إعطاء الموافقات أو الرفض في حالات الكتب المقدمة للاتحاد بعيداً عن الأمزجة الخاصة التي قد تجعل الجيد سيئا والسيئ جيداً.
التاريخ: الثلاثاء22-2-2022
رقم العدد :1084