الثورة – ميساء الجردي:
على مدى ثلاثة أيام تابع المشاركون في الملتقى العربي الثاني لتطوير قطاع النحل ندوات وجلسات علمية ومحاضرات حول الحداثة والابتكار في تطوير هذا القطاع وواقع تربية النحل في سورية ومجمل التحديات والصعوبات التي تواجه هذه المهنة والسياسات والتشريعات الناظمة لها.
وعرض الدكاترة المشاركون جملة من الأبحاث التي تتناول موضوع الفيروسات التي تصيب النحل وأنواعها وكيفية الوقاية منها وتأثير المستخلصات النباتية عليها، وكذلك تأثير استخدام المبيدات الحديثة ، وكل ما يخص مرض التوزيما ومسبباته في الخلايا والإجراءات الوقائية لها، وتأثير التغير المناخي على النحل وعلاقة ذلك بظاهرة فقد النحل.
الدكتور إبراهيم الغريبي باحث في علوم وتقانة النانو قسم الفيزياء جامعة دمشق تحدث في محاضراته حول مكافحة آفات النحل والوقاية منها بمنتجات نانونية وحيوية عن طريق علم النانو من خلالها أهمية هذا العلم وعلاقته بكل العلوم الأخرى لكونه علم يشمل العلوم كافة وخاصة في المجال الزراعي مثل العكبر النانوي الذي يمكن استخدامه لمكافحة آفات النحل وليس له تأثيرات جانبية. مؤكداً أن تصنيع المواد النانوية يتم من مواد طبيعية حيوي مئة بالمئة وليست كيميائية مثل مستخلصات نباتية أو بكتيريا أو بذور العكبر النانوي الذي له فعالية قوية في تثبيط طيف واسع من البكتريا.
من جانبه بين الدكتور عصام عودة استشاري وخبير في سم النحل من خلاله محاضرته حول آفاق التداوي بهذا السم الأهمية الكبيرة للتركيب الكيميائي لسم النحل وخصائصه واستخداماته بالإضافة إلى أهمية سم النحل للإنسان في علاج أكثر من 200 نوع من الأمراض المناعية، منها أمراض الجهاز العصبي والتهاب المفاصل والديسك، إذ أن سم النحل هي المادة الوحيدة القادرة على ترميم العصب والمسجلة عالمياً. مؤكداً أن تعرض الجسد للسعة واحدة فيه فوائد علاجية كبيرة للجسم إذا أن هناك أكثر من 15 خاصة علاجية لذلك.
المهندسة إيمان علي رئيسة القسم الفني باتحاد النحالين العرب بينت أهمية هذه الدورة الثالثة للنحالين لكونها تزامنت مع الملتقى العربي حيث تواكب العلم الأكاديمي والبحثي مع الحياة العملية التي يعيشها النحالون وكان لهم حضور لافت في الندوات والمحاضرات التي أقيمت على مدى ثلاثة أيام والذي وصل إلى 45 نحالاً مشاركاً. وأشارت إلى أن الملتقى العلمي كان شاملاً لكل ما يتعلق بتربية النحل والأمراض التي قد تصيبه وكيفية بناء المشروع والجوانب القانونية والتشريعية والمستلزمات وغيرها.
وأكدت علي بأن المعرض يشكل صلة وصل مباشرة بين المنتجين والمستهلكين، وقناة للتسويق ونشر ثقافة تربية النحل والعودة إلى الطبيعة وخاصة أن جميع المشاركين سواء من المربين أو بائعي المستلزمات هم من الأوائل في هذه المهنة. لافتاً إلى أن عنوان المهرجان (رجعت أيام العسل) بحد ذاته دعوة لتعويض الفاقد من المادة التي وصلت في عام 2016 إلى 75% كما أنه دعوة للعودة بهذه المهنة إلى ما قبل الأزمة.
وفي جولة مع المشاركين في مهرجان العسل السوري الثالث الذي يقام بالتزامن مع الملتقى العلمي نجد قصص نجاح وتجارب عملية لنحالين من مختلف المحافظات.
جلال قاسو من شركة العسل البلدي أكد أنهم يعملون بهذه المهنة منذ عام 1965 وفي كل عام يتطور الإنتاج من حيث النوع والكم، على الرغم من معاناة الترحال الكبير بحثاً عن مراعي للنحل. مبيناً أهمية مشاركتهم في هذا المهرجان لتعريف المستهلك على أنواع العسل وكيفية التفريق بين العسل الصافي والعسل المغشوش، وأيضاً تعريف الناس على فوائد العسل والعودة إلى ثقافة الاعتماد عليه في الكثير من دعم المناعة والعلاج من الأمراض وكان ذلك مهماً في جائحة كورونا حيث كان العسل مع العكبر من أهم المنتجات التي أعطت فوائد مهمة في الشفاء.
وأكد قاسو أن منتجات النحل بكل أنواعها تشكل صيدلية طبيعية يعتمد عليها، ومن المهم اليوم أن هناك تحسناً في حل المشاكل المتعلقة بترحيل النحل والخسائر المتعلقة بهذا الموضوع.
النحال حسن فتيحة من دير الجرد أكد أهمية مشاركتهم في المهرجان والتي تعتبر المرة الأولى التي يتسنى لهم عرض منتجاتهم في مهرجان خاص بالعسل. مشيراً إلى الفائدة التي حققها عن طريق التعرف على أشخاص جدد ومنتجين آخرين وطرق جديدة للتسويق، وخاصة أنهم اعتادوا البيع طوال السنوات الثماني التي عملوا بها على تسويق المنتج بشكل مُفرق.
تمنى فتيحة أن يكون هذا المهرجان فاتحة خير للمشاركة في مهرجانات أخرى في سورية أو خارجها وخاصة أنهم أصبحوا ينتجون أنواعاً متعددة ونادرة من العسل منها عسل القبار والطيون وعسل بشهده والجبلي وغبار الطلع واليانسون والعسل الشوكي وغيرها الكثير وكلها من النوع الأول.
ياسين محمد أحمد باحث وخبير في الأعشاب والتراكيب العشبية والزيتية أكد أن جميع هذه المنتجات تعتمد في جودتها وقيمتها العلاجية على خلية النحل. وهي المهنة التي يعمل عليها ويدرب عليها في أربع أكاديميات لإنتاج الكريمات والمنتجات الدوائية الطبيعية.
وبين ياسين أهمية الاهتمام بهذه المهنة وتأمين المستلزمات بشكل يسير لكل من يريد القيام بمشروع صغير أو متوسط في هذا المجال، وقال نحن بدأنا من الصفر بحرفة صغيرة ووصلنا إلى تحضير قاعدة من الكريمات الطبيعية المأخوذة من سم النحل وغبار الطلع والغذاء الملكي مع استخدام بعض الزيوت.
السيد عمر مللي وهو عضو في اتحاد النحالين العرب عن مشاركته الثالثة في المهرجانات التي تقام كل عام وذلك لتعريف الناس بفوائد العسل ومنتجاته وأهمها عسل الحمضيات وعسل اليانسون الذي يعتبر مهدئاً للأعصاب وطارداً للغازات ومفيداً للقرحة وعسل حبة البركة والكينا وغيرها. متمنياً الدعم الأكبر من اتحاد النحالين العرب فرع سورية الذي أتاح له فرصة المشاركة وخاصة بعد أن تم التركيز مؤخراً على نشر وثيقة تحليل العسل لدى وزارة التجارة الداخلية.