الثورة – دينا الحمد:
جمهورية القرم هي البوابة البحرية الجنوبية الرئيسية لروسيا، وعلاقات التعاون بين سورية والقرم ليست جديدة، بل قديمة قدم العلاقات السورية الروسية، وازدادت رسوخاً في ظل الحرب العدوانية الغربية على سورية والحصار الأميركي والأوروبي على سورية وروسيا وكل الجمهوريات الموالية لروسيا والمؤيدة للحقوق السورية.
وقد كان الهدف لسورية ولجمهورية القرم تنمية العلاقات الاقتصادية بينهما، وتطوير التبادل التجاري، ولتحقيق هذه الغاية أعلنت القرم في 18 كانون الثاني الماضي جهوزية موانئها للتبادل التجاري مع سورية، وأعلن المندوب الدائم للقرم لدى الرئاسة الروسية غيورغي مرادوف أن موانئ القرم يمكن أن تصبح البوابات البحرية الجنوبية الرئيسية لروسيا كجزء من تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية مع سورية، وأن شبه جزيرة القرم منفتحة ومستعدة لتوريد المنتجات الروسية إلى سورية دون خوف من أي عقوبات غربية.
ولا شك أن إعلان الرئاسة الروسية بأن موانئ جمهورية القرم يمكن أن تصبح البوابات البحرية الجنوبية الرئيسية لروسيا الاتحادية نحو سورية يعد خطوة متقدمة في تنمية العلاقات الاقتصادية بين سورية وروسيا والقرم، وبما ينعكس إيجابياً على الوضع في سورية التي تعاني من الحصار والعقوبات الغربية وآثار ما يسمى “قانون قيصر” سيئ الصيت.
وقد تزامن هذا التطور في العلاقة حين زار وفد اقتصادي سوري جمهورية القرم برئاسة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل وعضوية عدد من معاوني الوزراء كالنقل والسياحة، وكذلك مدير إدارة العمليات المصرفية في مصرف سورية المركزي ومدير دائرة التعاون مع الدول الأوروبية في هيئة التخطيط والتعاون الدولي والملحق بالسفارة السورية في روسيا، وتوقيعه عددا من الاتفاقيات دلت على سعي الطرفين لتطوير برامج الشراكة التجارية بينهما وتسهيل إجراءات التعاون، ولاسيما بعد مشاركة القرم بمعرض دمشق الدولي في آخر دورة أقيمت له، وإصرار موسكو ودمشق والقرم على وضع الخطوط العريضة لخطط العمل المستقبلية وتحديد القضايا الإشكالية وتذليلها.
وتأتي خطوات الشراكة السورية مع روسيا والقرم وبقية الجمهوريات المؤيدة للسياسة السورية انطلاقاً من المصالح المشتركة وإيماناً من تلك الدول بأن ما جرى ويجرى في سورية هو انعكاس لكل النزاع العالمي الذي يسم القرن الحادي والعشرين، والذي يتمحور بين أميركا وأدواتها التي تريد الإبقاء على نظام القطبية الأحادية، وبين الصين وروسيا اللتين تريدان بناء نظام متعدد الأقطاب، وإدراكاً من ضرورة الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والسياسية إلى مستويات استراتيجية لتشكيل حائط صد للحصار الغربي والعقوبات الأميركية وترسيخ مبدأ نظام عالمي متعدد الأقطاب ينهي نظام القطبية الأحادية.
