الثورة – تعليق راغب العطيه:
من يتابع تطورات العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، يرى أن هناك فوضى عارمة خارجة عن سيطرة نظام كييف، يتصدرها النازيون الجدد من عصابات بانديرا وكتيبة آزوف المتطرفة، بالإضافة للإرهابيين والمرتزقة العابرين للحدود والذين يعيثون فساداً ونهباً في المدن والبلدات الأوكرانية في ظل غياب كامل للأمن والقانون، وذلك كله بإشراف مباشر من واشنطن وأتباعها الغربيين.
ويعد موضوع الممرات الإنسانية الآمنة التي افتتحها الجانب الروسي لعبور الأوكرانيين والأجانب الموجودين في أوكرانيا إلى روسيا، أحد أبرز المواضيع التي يتم تناولها إعلاميا على مدار الساعة لجهة أن يكون المدنيين من أطفال ونساء وكبار سن ومرضى بعيدين عن ساحات القتال والمواجهة، وهذا ما تعمل عليه السلطات الروسية من جانبها ليلاً نهاراً.
إلا أنه في الجانب الآخر، يقوم المتطرفون القوميون والمتواطئون معهم ومجموعات النازيين الجدد بتوجيهات من سلطات كييف بمنع المدنيين الراغبين بالخروج من المدن الأوكرانية من الاقتراب من هذه الممرات لاتخاذهم دروعاً بشرية.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل راح المسؤولون الأوكرانيون يهددون علناً السكان الذين يحاولون عبور الممرات الإنسانية إلى روسيا بإطلاق النار عليهم، وفي مقدمة هؤلاء عمدة مدينة سومي الأوكرانية ليسينكو ألكسندر نيكولايفيتش ومعه ما يسمى قائد الكتيبة الوطنية، حيث أعلناها صراحة عندما قالا: لن تكون هناك ممرات خضراء، ولن يذهب أي مدني إلى روسيا، وأولئك الذين يحاولون القيام بذلك سيتم إطلاق النار عليهم.
فأي إرهاب يقوم به نظام كييف ونازييه الجدد بعد هذا الإرهاب، وبعد أن فتح أبواب أوكرانيا على مصاريعها لدخول الإرهابيين والمرتزقة الأجانب من كل أصقاع الأرض.
ولكن من خبر أفعال التنظيمات الإرهابية بحق السوريين على مدار أكثر من عشر سنوات، وخاصة عندما يقومون بمنع الأهالي من الخروج عبر الممرات الآمنة التي يفتتحها الجيش العربي السوري بشكل دائم بعد تطهيره لكل منطقة من الإرهابيين ومخلفاتهم، مستخدمين المدنيين من أطفال ونساء وعجزة كدروع بشرية، من خبر هذه الأفعال لا يستغرب ما يقوم فيه الإرهابيون في أوكرانيا، فالإرهاب الذي سفك دم السوريين بدعم من واشنطن وأتباعها في أوروبا والمنطقة، هو نفسه الإرهاب الذي يقتل المدنيين الأوكرانيين اليوم.
وكان الجيش الروسي قد فتح العديد من الممرات الإنسانية في كييف وتشيرنهيف وسومي وخاركوف وماريوبول إلا أن الجانب الأوكراني لم يوافق إلا على فتح طريق واحد فقط من أصل 10 لخروج الناس من المدن الأوكرانية.
وفي آخر إحصائية لوزارة الدفاع الروسية أكدت أنه منذ بدء العملية العسكرية الخاصة، تم إجلاء أكثر من 174000 شخص إلى روسيا من أوكرانيا ودونيتسك ولوغانسك، بما في ذلك 44250 طفلاً، إضافة لعبور حدود الدولة الروسية بواسطة 20.033 وحدة من المركبات الخاصة، وتم إيصال 946 طنا من البضائع الإغاثة إلى أوكرانيا، وتنفيذ 132 عملا إنسانيا.
وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن ما تسمى “الكتائب الدفاعية في أوكرانيا” تحتجز أكثر من 4.5 مليون مدني ونحو ألفي أجنبي أرادوا الإجلاء كدروع بشرية، وأن سكان أوكرانيا أبلغوا عن فظائع قومية وجرائم قتل وعنف واعتقالات غير قانونية مثبتة بالصوت والصورة.