الثورة- تعليق لميس عودة:
لم ير التاريخ القريب والبعيد أكثر دجلاً و ومواربة من الإدارات الأميركية المتعاقبة في كل ما يصدر عن مفاصل إداراتها من تصريحات كاذبة للتعتيم على وكالة واشنطن الحصرية بصناعة الموت والإرهاب العالمي، وكل ما تمارسه في الخفاء من ألاعيب قاتلة ومدمرة تضع من خلالها العالم على صفيح لاهب من حروب وأمراض وأوبئة.
فالمعامل البيولوجية في أوكرانيا الممولة أميركيا والمعدة لإنتاج الأوبئة والأسلحة البيولوجية المحظورة دولياً التي تم كشف خباياها خلال العملية العسكرية الدفاعية الروسية، قنبلة متفجرة تنذر بكوارث خطيرة تم زرعها في أوروبا لصناعة الموت وتفخيخ البيئة والحياة بفيروسات قاتلة، وهذا بعض من طقوس العربدة الإجرامية اللامتناهية التي تمارسها واشنطن لتفخيخ أمن العالم.
وزارة الدفاع الروسية هي من أماط اللثام عن شبكة كبيرة مكونة من حوالي 30 معملاً بيولوجياً في أوكرانيا بتكليف من وزارة الحرب الأميركية وكشفت أن واشنطن أنفقت أكثر من “200 مليون دولار على أعمال هذه المعامل وذلك بتصريحات لقائد قوات الدفاع الشعاعي والكيميائي والبيولوجي في القوات الروسية، إيغور كيريلوف، الذي أوضح من خلالها أن وزارة الحرب الأمريكية أدارت برامج بيولوجية في أوكرانيا وأنشأت شبكة من 30 مختبراً بيولوجياً في مدن لفيف وخاركيف وبولتافا تم تدميرها بعد العثور فيها على آثار لمسببات أمراض الطاعون والجمرة الخبيثة وداء البروسيلات والدفتيريا وداء السلمونيلات والدوسنتاريا”.
خبراء بمخاطر المعامل البيولوجية أشاروا إلى وجود 16 مختبرا بيولوجيا أمريكيا سرياً على أراضي أوكرانيا تعمل على إنتاج فيروسات قاتلة. منوهين بأن الخطر يكمن في كون هذه المخابر الحيوية ليست في مناطق نائية، إنما بالقرب من المدن الكبيرة.
من جهتها جددت اليوم المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا التأكيد على تحييد مخاطر هذه المختبرات بتصريح نقلته روسيا اليوم أنه “إذا لم يتم إيقاف (نشاط المختبرات البيولوجية في أوكرانيا) الآن، فسيكون كل شيء خارج نطاق السيطرة، وسيخضع حصريا لسيطرة القوى المتطرفة. موضحة انخراط واشنطن الكامل في الأحداث ومساعيها لجعل اوكرانيا مصدر خطر وأداة تهديد مباشر لروسيا الاتحادية.
الأمر الذي لم تحاول إنكاره أميركا بل أكدته في وقت سابق نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند بإقرارها وجود منشآت أبحاث بيولوجية” في أراضي أوكرانيا قائلة إن بلادها تعمل على منع وقوع هذه المواقع تحت سيطرة روسيا.
الصين بدورها طالبت واشنطن بإزاحة الستار عن مختبراتها البيولوجية بأوكرانيا ودعت للكشف عن الفيروسات المميتة التي يتم تصنيعها سرا في هذه المختبرات، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بكين تحث الولايات المتحدة على الكشف عن تفاصيل حول المختبرات البيولوجية التي تمولها الولايات المتحدة في أوكرانيا وما تحتويه هذه المختبرات الموجودة في أوكرانيا من أنواع فيروسات مخزنة، فضلاً عن كافة التفاصيل التي تخص إجراء البحوث داخل هذه المختبرات السرية.
ويأتي حديث الصين، بعد تأكيد وزارة الدفاع الروسية بأن الولايات المتحدة الأمريكية أنشأت 30 مختبراً بيولوجياً في أوكرانيا، تشمل فيروسات تسبب أمراضاً خطيرة.
هستيريا الهيمنة والجموح للتسلط المسيطرين على الذهنية الأميركية تبيح لأميركا استخدام كل الوسائل القذرة لتحقيق الغايات الدنيئة حتى لو كانت ليست بمعزل عن ارتداداتها الكارثية، نتساءل رغم يقننا بشلل المنظمات الدولية المعنية وتكبيلها بقيود السطوة الأميركية ،أين المجتمع الدولي من كل هذه المعطيات التي يتم كشفها جهاراً ولم لا نسمع لو تعقيباً على فداحة هذه الممارسات العدوانية، والى متى ستظل الإنسانية رهينة جنون العظمة الأميركية، والسؤال الأهم إلى أي منحدرات لا أخلاقية ولا إنسانية تنزلق أميركا، والى أي قاع مظلم تريد إيصال العالم والإنسانية بعبثها الجنوني؟.
