الثورة – عبد الحميد غانم:
النازيون الجدد في أوكرانيا أو مجموعة أزوف، من هم؟ وما هي أفكارهم؟ إنهم وحدة عسكرية يمينية متطرفة تتألف من مقاتلين متطرفين يؤمنون بالنازية وأيديولوجية تفوق العرق الأبيض، وكانت هذه الكتيبة للمشاة تتكون بما يقدر بـ 900 عنصر.
بدأت هذه المجموعة عملها في أيار عام 2014، وتشكلت من مجموعة من عصابة “باتريوت أوكرانيا” القومية المتطرفة، إضافة للجمعية الوطنية النازية الجديدة التي تسمى (SNA)، حيث انخرطت كلتا المجموعتين تحت لواء معاداة “الأجانب”.
كانت أولى العمليات التي قامت بها، القتال على الخطوط الأمامية ضد المدنيين في دونيتسك التي اعترفت روسيا باستقلالها.
بعد عدة أشهر من السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية التي كان يقطنها مدنيون يدعمون الانفصال والتي كان لهذه المجموعة دور كبير في ذلك، تم دمجها رسميًا في الحرس الوطني الأوكراني في 12 تشرين الثاني عام 2014، وقتها، أشاد الرئيس الأوكراني آنذاك بترو بوروشينكو بالقول: “آزوف.. هؤلاء هم أفضل محاربينا أفضل متطوعينا”.
أسس هذه الوحدة أندريه بيلتسكي حيث تولى قيادة كل من المجموعتين المتطرفتين (باتريوت أوكرانيا (الذي تأسس عام 2005) وSNA (تأسس عام 2008) وتم انتخابه نائباً في البرلمان عام 2014 وظل في المنصب نفسه حتى عام 2019 كما أسس حزب “الفيلق الوطني” اليميني المتطرف في تشرين الأول عام 2016 والتي تشكلت قاعدته الأساسية من قدامى المحاربين في آزوف.
مع إدراك الحكومة أن الجيش الأوكراني أضعف من أن يقاتل في دونتيسك ولوغانيسك اعتمد بشكل مباشر على هذه المجموعات وتلقت دعماً مباشراً من وزير الداخلية منذ عام 2014 كما تلقت دعماً من عدد من الشخصيات الأولغارشية مثل سيرهي تاروتا -حاكم منطقة دونيتسك- والملياردير في مجال الطاقة إيغور كولومويسكي والذي قام أيضاً بتمويل عدد من المجموعات العسكرية الأخرى مثل دنيبرو1 ودنيبرو 2 وأيدار ودونباس.
الأيديولوجية النازية.. داعش القارة الأوروبية
رغم نفي الوحدة التزامها التام بالأيديولوجية النازية، إلا أن المتحدث باسم “آزوف” عام 2015 صرح بأن “10 إلى 20 في المئة من المقاتلين من النازيين”. إضافة إلى أن الرموز النازية تظهر بشكل علني في نشاطاتها وعملياتها العسكرية مثل الصليب المعقوف المرسوم على بدلاتهم العسكرية وأجساد أغلب الأعضاء. ويرتدي الزي الرسمي الخاص بهم شعار Wolfsangel والذي يشبه الصليب المعقوف بلون أسود على خلفية صفراء.
ارتبط اسم هذا الفوج بانتهاكات حقوق الإنسان وقتل المدنيين، منذ انطلاقتها وتحت شعارات وأهداف من قبيل “استعادة النظام في كييف” و “طرد المؤيدين لروسيا” ارتكبت هذه الوحدة مجازر عدة أوصلت عدداً من الدول الغربية لاعتبارها منظمة إرهابية إلا أن الضغط الأميركي حال دون إقرار هذا القرار. خلال السنوات الماضية، قتلت القوات الأوكرانية وبمشاركة خاصة من وحدة “آزوف” حوالي 15000 مواطن في دونيتسك العدد الكبير منهم من الأطفال.
في خريف عام 2014، عندما استلم النازيون السلطة في أوكرانيا، تم دمج آزوف – المتهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب، من قبل هيومن رايتس ووتش والأمم المتحدة – في الحرس الوطني الأوكراني.
-عام 2017 أثبتت مجموعة الأبحاث Bellingcat أن آزوف قد حصل بالفعل على قاذفات القنابل الأمريكية، ونشر آزوف نفسه بفخر مقطع فيديو للوحدة ترحب بممثلي الناتو.
– في كانون الثاني 2018، أطلقت آزوف وحدة دوريات الشوارع الوطنية Druzhina التي أقسم أعضاؤها الولاء الشخصي لشركة Biletsky وتعهدوا بـ “إعادة النظام الأوكراني” إلى الشوارع، وقاموا بسرعة بتنفيذ مذابح ضد منظمات الغجر والمثليين ومغايري الهوية الجنسية واقتحام المجالس البلدية والرسمية.
كما اعتبرت الصحيفة أن ما يثير القلق أن “الوحدة قامت بتجنيد النازيين الجدد من ألمانيا والمملكة المتحدة والبرازيل والسويد والولايات المتحدة”.
من جهتها، ذكرت صحيفة الغارديان في 27 آب 2018 في مقال لها تحت عنوان “أرادوا قتلنا: الفاشيون الجدد المقنعون يبثون الخوف في الغجر الأوكراني”، إن “موجة قتل ومذابح اجتاحت أوكرانيا: بلطجية مسلحون يهاجمون النساء والأطفال أثناء تدميرهم لمعسكراتهم. قُتل رجل واحد على الأقل، وطعن آخرون، بينهم طفل” مؤكدة أن منفذي العملية يشعرون بالراحة النفسية الكافية لنشر المقاطع المصورة التي توثق المذابح.
ويوثق التاريخ الاستعماري تعاون النازيين الأوكران مع النازيين الألمان خلال الحرب العالمية الثانية على قتل الأبرياء المدنيين.
عام 2019، وبعدما وصلت الانتهاكات وجرائم القتل والتعذيب إلى مستويات مرتفعة وأرقام لم يعد من السهل استبعادها عن الإعلام، نشرت مجلة The Nation التي تصدر من الولايات المتحدة مقالاً جاء فيه “أوكرانيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي لديها تشكيل للنازيين الجدد في قواتها المسلحة”. مشيرة إلى جملة من الجرائم التي قامت بها هذه الجماعات.
