“غلوبال تايمز”: واشنطن غير مؤهلة لرسم خطوط حمراء للآخرين

الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
اختتم الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارته لأوروبا التي استغرقت أربعة أيام، حيث انخرط في فعاليات دبلوماسية مكثفة ركزت على الأزمة الأوكرانية فقد حضر بايدن قمم الناتو ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، بعد العديد من القمم بهدف تعزيز دور ما يسمى بالتحالف عبر الأطلسي، لم يتم اتخاذ أي إجراء فعلي لتعزيز السلام والمحادثات، ولا حتى بيان علني.
في المقابل، دفع بايدن إلى تعزيز العقوبات على روسيا، وسعى جاهداً لمنع حلفائه الأوروبيين من التراجع عن هذه القضية، إلى جانب ذلك، فإن البيان المشترك، الذي يوضح موقف واشنطن، استهدف الصين وطالبها بالتعاون مع الغرب بشأن العقوبات. وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قد وضع في السابق خطوطاً حمراء، وقال للصحفيين إن الصين وكل اقتصاد مهم يجب ألا يستغل الفرص التجارية التي أوجدتها العقوبات أو مساعدة موسكو على التهرب من ضوابط التصدير أو معالجة معاملاتها المالية المحظورة.
بصفتها البادئ في الأزمة الأوكرانية، تحاول الولايات المتحدة دفع العالم بأسره إلى فخها الضخم، لقد استدرجت الولايات المتحدة وهددت البلدان النامية بما في ذلك الصين، في محاولة لجعل المجتمع الدولي يتقاسم مسؤوليات وعواقب الأزمة. ومع ذلك، لا بد من الإشارة إلى أنه لا توجد دولة أخرى ملزمة بدفع ثمن الأزمة التي خلقتها الولايات المتحدة والتي ليست مؤهلة لوضع خطوط حمراء لدول أخرى.
وخلال رحلة بايدن إلى أوروبا، وقعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتفاقية تاريخية بشأن الغاز الطبيعي “المسال”، في محاولة لتقليل “اعتماد أوروبا” على الطاقة الروسية. لكن العديد من وسائل الإعلام الغربية عبرت عن تشاؤمها بشأن الصفقة لأن الولايات المتحدة لا تملك القدرة الكافية لتصدير المزيد من الغاز، وبالتالي فإن الصفقة ستكون رمزية إلى حد كبير. هذه هي المخاطرة الاستراتيجية التي يسعد واشنطن أن تأخذها: ليس لديها سوى الطموح لخلق الفوضى وليس لمنعها، من أفغانستان إلى العراق وسورية، تركت الولايات المتحدة العالم في ورطة كبيرة.
بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية، واصلت الولايات المتحدة تصعيد العقوبات ضد روسيا وإرغام العالم على الانحياز إلى جانب واحد ، مما زاد من صعوبة الانتعاش الاقتصادي العالمي وتسبب في أضرار لا داعي لها لسبل عيش جميع البلدان. يرى الناس أن الولايات المتحدة تتحول إلى عملاق مشوه، مع ذراع من العقوبات أو حتى حرب تستخدم لقمع الآخرين لتصبح متطورة بشكل استثنائي، كما أن ذراع السلام والتنمية أصبحت ضامرة ومتدهورة بشكل كبير، وتدعي واشنطن دائماً أنها تعارض الحرب بينما تشن حرباً على جميع الجبهات، كما تدعي الحفاظ على السلام بينما تقوم بتدميره بشكل عشوائي.
في تسعينيات القرن الماضي، حذر الدبلوماسي الأمريكي السابق جورج كينان، المعروف باسم “أبو الاحتواء”، من أن “توسيع الناتو سيكون الخطأ الأكثر خطورة في السياسة الأمريكية في حقبة ما بعد الحرب الباردة بأكملها”. إذا كان توسع الناتو قراراً من السياسيين الذين لديهم ميول لألعاب محصلتها صفر، فيجب على واشنطن أن تواجه حقيقة أن الروح مستعدة ولكن الجسد ضعيف. على الرغم من أن الولايات المتحدة لديها ذراع قوي لقمع الآخرين، إلا أنها لا تزال تواجه معضلة متزايدة الاتساع، ولا يمكنها نسج شبكة من العقوبات ضد روسيا وحدها، فهي بحاجة إلى دعم قوي من حلفائها، فضلاً عن تعاون واسع من الدول غير الغربية.
لهذا السبب أصبح تحذير الصين من عدم دعم روسيا قضية بارزة في واشنطن، مع جذب حلفائها لتعزيز العقوبات ضد موسكو. وبذلك تستمر في قمع الصين التي تعتبرها منافستها الاستراتيجية، وتتوقع أن تتعاون الصين معها في معاقبة روسيا.
بالطبع، هناك سبب أعمق لذلك: تفضل الولايات المتحدة خوض حرب على جبهتين ضد الصين وروسيا، خشية منح الصين فترة راحة استراتيجية، فهناك موجات من التشهير ضد الصين من قبل الولايات المتحدة لمنعها من البقاء بعيدا عن هذه المشكلة.
لطالما سعت الولايات المتحدة إلى البحث عن أعداء في جميع أنحاء العالم، وحتى لو لم يكن هناك أعداء، فإنها تنشئ أعداء. قد نذكر واشنطن بأن القوى القائمة لا تهزم في كثير من الأحيان من قبل القوى الناشئة، بل تنجرف إلى أسفل بسبب تكلفة الحفاظ على الهيمنة.
في الآونة الأخيرة، أرادت الولايات المتحدة طرد روسيا من مجموعة العشرين، لكن العديد من الدول عبرت بوضوح عن معارضتها. لم يعد عالم اليوم في العصر الذي تستطيع فيه دول قليلة مثل الولايات المتحدة خداع العالم، ولن تنضم معظم الدول إلى “لعبة تشويه الذات” من خلال مساعدة الولايات المتحدة في الحفاظ على هيمنتها.
المصدر: Global Times

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار