البعث بعيده الماسي.. كفاح مستمر ونهج متجدد

الثورة – ناصر منذر:
مع مرور خمسة وسبعين عاماً على تأسيس حزب البعث، تحمل ذكرى التأسيس معاني ودلالات تؤكد أن إرادة السوريين لا يمكن أن ترضخ أو تساوم أو تتنازل أو تفرط بذرة من التراب الوطني والقومي على امتداد الساحة العربية، أو أن تتخلى بالتالي عن حق مغتصب، واليوم وحيث يحل العيد الماسي لحزب البعث، يجدد السوريون عهدهم بالنضال حتى الانتصار في ظل إرهاب عالمي صهيوني متآمر عليهم.
ومنذ تأسيسه تصدى حزب البعث للحركة الصهيونية وللغزو الصهيوني لفلسطين وأسهم في مساندة ودعم صمود ومقاومة الشعب العربي الفلسطيني وتكرست مبادئه العظيمة في سياسة سورية العروبة نهجا قوميا متميزا بعد ثورة الثامن من آذار المباركة وترسخت أكثر بعد الحركة التصحيحية المجيدة حيث نالت سورية مكانتها القومية المشرفة نتيجة دفاعها عن حقوق الأمة العربية وتفردت بدعمها للمقاومة العربية.‏
وقد استطاع الحزب في ظل المتغيرات الدولية والضغوطات الاستعمارية التي تعصف بالمنطقة وبما يمتلك من تجربة نضالية طويلة نابعة من إدراكه العميق لحقائق الصراع والتغيير في هذه المنطقة أن يتبنى نهجا يقوم على التجدد مع استمرارية الحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية وقد نجح في التعامل مع المتغيرات لأنه يمتلك بنية فكرية عقائدية قادرة على التجديد والتطوير.‏
كما أسهم حزب البعث بشكل كبير وفاعل في بناء الإنسان العربي الملتزم بقضايا أمته والقادر على العطاء والإبداع في ميادين العمل كافة، وآمن بالقومية العربية كمشروع إنساني تتحقق عبره نهضة هذه الأمة في كل مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وآمن بأن التلاحم الوطني ضرورة حتمية اجتماعية لفرض الوئام والانسجام الأهلي بين مكونات ومفاصل النسيج الاجتماعي للمجتمع العربي، كما أنه ضرورة حتمية من ضرورات بناء المواطنة التي لا يقع في حساباتها التنوع أو الاختلاف.
وشكل حزب البعث العربي الاشتراكي بقيمه الخالدة ومبادئه القومية الراسخة قوة حقيقية للأمة العربية، تستند إلى إرادة الجماهير الكادحة وحريتها وتمسكها بوحدتها وبرسالتها الخالدة ومكانتها الحضارية المتميزة بين شعوب الأرض، فخاض منذ تأسيسه عام 1947 مع الشعب السوري جميع المعارك، حيث انتصرت سورية باستمرار وأضحت عنوانا للدفاع المستميت عن الاستقلال الحقيقي وحرية القرار والخيار، وبنى تقاليده النضالية في إطار التقاليد الكفاحية للشعب وأبناء الأمة العربية جمعاء وكان المعيار الشعبي هو الذي يحدد توجهات الحزب وأولوياته في كل مرحلة.‏
ذكرى البعث تتزامن اليوم مع استعار الهجمة الغربية المسعورة على الشعب السوري، حيث تتعرض سورية لحصار خانق وعقوبات جائرة تستهدف المواطن السوري في لقمة عيشه وحبة دوائه، بعدما فشلت منظومة العدوان بتحقيق أجنداتها التخريبية عبر الإرهاب والعدوان العسكري المباشر، واحتلال أجزاء من الأرض، بات تحريرها قاب قوسين بفضل عزيمة جيشنا البطل الذي أقسم على تطهير كل شبر أرض من رجس الاحتلال والإرهاب.
مثلما نجح البعث في الماضي بمحاربة الأحلاف والمشروعات الاستعمارية وأسقطها، ها هو اليوم باق على العهد النضالي، وهو أكثر قدرة على تجاوز الصعاب ومواجهة التحديات حفاظا على الدور الحضاري الإنساني للأمة، وسيفشل مشروعات الخارج وأدواته في استهداف سورية وتصفية قضايا النضال العربي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً