وحدها “لغة السوق” هي “التريند” في موسمنا الرمضاني الحالي، كل من تمكن عمله من النجاة في الموسم الماضي، ها هو يبعث في جزئه الثاني، أو في توليفة تشبه ما شاهدناه في مواسم رمضانية مضت، هذه اللغة تسير كل ماله علاقة بعوالم الدراما، فتبدو الحال أشبه باستنساخ متلاحق.
لا يهدأ نمط درامي إلا وتتبعه موضة جديدة سرعان ما يتلقفها صناع الدراما، وينسجون على منوالها واضعين نصب أعينهم بيع منتجهم الدرامي بأعلى سعر باعتباره يندرج ضمن السلعة الرائجة.
منطق آخر بات يحكم الأعمال الدرامية ويظهر ما يريد منها، تلك المشاهد التي تنتشر على شكل فيديوهات تروج لحدث مجتزأ، سرعان ما تتلقفه الأقلام لتعيد صياغته هي الأخرى على طريقتها، ولا تخرج منه إلا بعد توفر مشهد آخر يشكل نوعاً من الإثارة الدرامية الجديدة.
آخر تلك المشاهد ما عشناه في الحلقة السادسة من مسلسل كسر عضم، حيث تتعرض صبية للتحرش رغم ملابسها العادية، إلا أن الضابط يلقي اللوم عليها بدلاً من المتحرشين..!
الأمر الذي يدفع مخرجة العمل رشا شربتجي إلى التدخل على حسابها في انستغرام لتوضيح ملابسات مؤكدة أنه ربما أن فكرة المشهد لم تصل، مؤكدة أنها مع الحرية الشخصية في اللباس والتصرف..!
لن يكون هذه المشهد لا أول ولا آخر المشاهد التي سوف تثير هذا الجدل، ستتتالى التوليفات الساخنة المجتزأة وستبذل الشركات والقنوات العارضة جهدها، كي تبرز تلك الإثارة بأبهى صورها.
تتهرب المشاهد من محيطها، من بيئتها الدرامية، كما تنفلت المسلسلات من ذهنية كتابها ومخرجيها المبدعين ماضية نحو تلك اللغة التي تهمش كل مالا ينتمي لرنينها…!
رؤية – سعاد زاهر