الثورة – عبد الحميد غانم:
يواصل الاحتلال الأمريكي سرقته للنفط السوري ضمن جرائمه المتواصلة في الجزء المحتل من الجزيرة السورية، والتي تشمل سرقة القمح والثروات النفطية إضافة إلى محاولاته ترسيخ احتلال الأرض وتهجير الأهالي وتشريدهم من خلال عمليات القتل والاعتقال، ففي كل يوم تخرج قوات الاحتلال الأمريكي عشرات الصهاريج المحملة بالنفط السوري المسروق باتجاه الأراضي العراقية عبر معبر الوليد غير الشرعي.
وتتزامن هذه الممارسات الاحتلالية مع ممارسات العملاء في “قسد” بحق الأهالي المدنيين العزل، حيث حاصرت الميليشيا الانفصالية مركز مدينة الحسكة، وأغلقت جميع المداخل المؤدية إليه بعد ساعات من منعها إدخال الطحين إلى مخبز الحسكة الأول بقصد إيقافه عن الإنتاج وتجويع الأهالي بحرمان آلاف الأسر من مادة الخبز الضرورية.
وسبق ذلك منع وصول الطحين إلى الأفران الأخرى في الحسكة والقامشلي تمهيداً لسرقته ضمن سياسة التجويع والحصار التي يطبقها الاحتلال وعملاؤه بحق الأهالي الصامدين، كي يرضخوا لسياساتهم العنصرية تمهيد لعزلهم وفصلهم عن وطنهم الأم سورية.
إن هذه الجرائم تأتي استكمالاً للممارسات العدوانية والجرائم الإرهابية التي يرتكبها الأميركيون من أجل تقسيم سورية وتجزئتها وتمكين الفصائل الانفصالية من العبث بمقدرات الجزيرة السورية، وهي ممارسات تلتقي وتتقاطع مع ممارسات الاحتلال التركي الغاشم في الشمال الغربي من سورية وممارسات الكيان الصهيوني المجرم بحق أهالي الجولان العربي السوري المحتل.
من المخزي والمستهجن أن ما يقوم به الاحتلال الأمريكي وعصاباته الانفصالية من جرائم وممارسات عدوانية ممنهجة تجري على مسمع ومرأى العالم لاسيما الدول الغربية التي تتشدق بحقوق الإنسان وحرية وسيادة الشعوب دون أن تحرك ساكناً لوقف هذه الجرائم أو إدانتها في الحد الأدنى.
ذاك الغرب الذي يتعامى عن انتهاكات أميركا لكل القيم والأعراف الإنسانية، ويتواطأ مع تمردها على الشرعية الدولية، عبر استخدام مؤسسات الأمم المتحدة لتشويه الحقائق وقلب الوقائع لصالح المحتل وعملائه، الذين تحولوا إلى أدوات للقتل والتهجير والحصار والتجويع وتطبيق العقوبات بحق المدنيين.
ولكن مهما حاول الأعداء ترسيخ احتلالهم وفرض الأمر الواقع على شعبنا السوري فلن يستطيع أن يمنع أبناءه من استعادة أراضيه المحتلة ودحر الغزاة وإفشال مشروعاتهم وخططهم الاستعمارية، وهذا الشعب لن ينسى أبداً جرائم المحتلين بحقه ولن يغفر سرقتهم لنفطه وقمحه وثرواته.
كما لن ينسى شعبنا جريمة تدمير مدينة الرقة بالكامل تلك الجريمة الإرهابية التي تضاف إلى سجل جرائم الأميركيين الممتدة من إبادة الهنود الحمر السكان الأصليين وصولاً إلى استعباد الأمريكيين السود وممارسة أعتى أنواع العنصرية ضدهم، مروراً بجرائمهم بحق شعوب المنطقة والعالم، وليس انتهاء بالجرائم التي ترتكب بحق أبناء الجزيرة السورية حالياً.
فهذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال وعملاؤه يجب ألا تمر دون تحقيق أو محاسبة، ومن الضروري أن يتحمل المدافعون عن حقوق الإنسان والحريات العامة مسؤولياتهم ويتحركوا في كل العالم مع المنظمات الشعبية والأحزاب والشخصيات التحررية عبر الأمم المتحدة ٠وبقية المنابر الدولية الأخرى من أجل إدانة هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها وملاحقتهم ومقاضاتهم وتغريمهم بما اقترفت أيديهم من جرائم يندى لها جبين البشرية، ومن الواجب الوقوف إلى جانب سورية من أجل إسقاط العقوبات الظالمة بحق شعبها، ودعم حقوقها الثابتة والمشروعة في محاربة الإرهاب وتحرير أراضيها وإعادة إعمار ما دمرته الحرب الأميركية الإرهابية، وتأمين عودة كريمة وآمنة لكل من اضطرتهم هذه الحرب للهجرة والنزوح القسري ومغادرة وطنهم.