الثورة – وكالات – حرر التقرير الإخباري دينا الحمد:
رغم كل الدمار الذي لحق باليمن حتى الآن إلا أن أحداً من المراقبين لا يرى أي أفق لنهاية الحرب هناك ما لم تتخذ القوى الدولية الفاعلة موقفاً واضحاً لإنهائها، وتكون هناك إرادة حقيقية منها لوقف المأساة، التي أحدثت كل هذا التدمير، فالمشردون والمهجرون داخل وخارج وطنهم بلغت أعدادهم أرقاماً قياسية وغير مسبوقة، والمحتاجون للمساعدة الإنسانية العاجلة يصلون إلى أكثر من ثلثي السكان البالغ عددهم حوالي ثلاثين مليوناً حسب بعض الإحصائيات الأممية.
سبع سنوات عجاف لم تنتج إلا القتل والدماء والموت، ومع ذلك تزداد تضحيات الشعب اليمني الذي أنهكته الحرب، في ظل تشرذم النظام السياسي العربي، وهذا الواقع السيئ أكده مؤخراً تقرير أممي محذراً من حدوث كارثة إنسانية في اليمن خلال الفترة من شهر حزيران إلى شهر كانون الأول المقبلين.
ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن تقرير مشترك أصدرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) إن 17.4 مليون يمني من أصل 30 مليوناً وهو العدد الإجمالي لسكان اليمن بحاجة الآن إلى مساعدات إنسانية عاجلة من بينهم 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
وأضاف التقرير أنه من المحتمل أن يصل عدد اليمنيين الذين قد لا يتمكنون من تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية إلى رقم قياسي يبلغ 19 مليون شخص خلال الفترة من حزيران إلى شهر كانون الأول وتوقع التقرير أن ينحدر 1.6 مليون شخص إضافي في البلاد إلى مستويات طارئة من الجوع ما يرفع العدد الإجمالي إلى 7.3 ملايين شخص مع نهاية العام.
وأكد التقرير أن عدد الأشخاص الذين يعانون من مستويات كارثية من الجوع سيرتفع خمسة أضعاف عما هو عليه حالياً أي من 31 ألف شخص حالياً إلى 161 ألفاً على مدار النصف الثاني من العام الجاري، وكشف عن ارتفاع مستوى سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة إذ يعاني2.2 مليون طفل في جميع أنحاء اليمن من سوء التغذية الحاد بمن فيهم نحو نصف مليون طفل يواجهون سوء التغذية الحاد وهي حالة تهدد الحياة.
اليوم إذاً العنوان الأبرز للحرب هو تفشي الجوع والمرض والفوضى وانسداد الأفق أمام أي حل سياسي حتى الآن، لا بل إن الكثير من المراقبين والمحللين تساءلوا مؤخراً عن الجدوى من وراء تشكيل “مجلس رئاسي” أعلنه عبد ربه هادي وتخلى بموجبه عن سلطاته لمجلس إدارة البلاد، وأثاروا الأسئلة والاستفسارات عن توقيته ودلالاته، وهل المجلس المذكور قادر على الجلوس على طاولة الحوار وإيجاد حل نهائي للأزمة وإرساء الأمن والاستقرار في اليمن وعودة مؤسسات الدولة؟
لقد أفرزت الحرب أسوأ أزمة، وأفرزت الفوضى، وغابت في جميع المناطق مناخات الحياة حتى ولو في الحد الأدنى، باستثناء بعض المحافظات والمناطق التي تمكنت من استعادة عافيتها وأعادت الحياة الطبيعية إلى مجاريها.
ولعل انتشار المظاهر المسلحة هي واحدة من صور المشهد التي سادت في مختلف المحافظات اليمنية نتيجة الحرب والفوضى، ما فاقم معاناة اليمنيين، ولاسيما مع أيام شهر رمضان المبارك نتيجة تدهور قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، فهل يجد المواطن اليمني في عدن وحضرموت وصنعاء وكل مدينة من الشمال إلى الجنوب الاستقرار؟، وهل يتحقق الحل السياسي الذي يرسي الأمن وهو المعيار الأساسي في ازدهار النشاط التجاري وفي البناء والإعمار أم أن مصالح البعض الأنانية ستبقى حائلاً دون ذلك؟