أخطر من التسرب

تتداخل عوامل اجتماعية واقتصادية وتربوية في محيط البيئة التعليمية اليوم أكثر من أي وقت مضى، فعلى أرض الواقع تتوجه معظم الأحاديث والأنشطة التربوية لدى القطاع التربوي حول مشكلة التسرب المدرسي وتعويض الفاقد التعليمي للفئة ب وغيرها من المشكلات التي تجدها التربية رأس الهرم في كل ما تقوم به منذ عدة سنوات بالتعاون مع جهات داعمة. وعليه فُتحت لهذا الهدف الميزانيات والأموال الكثيرة في ورش العمل والصالات والفنادق الكبيرة.

بالفعل إن ظاهرة التسرب من التعليم بما تحمله من حرمان الأطفال من أهم مفاتيح مستقبلهم ليصبحو عبئاً ثقيلاً على المجتمع يعقبه جملة من الانحرافات وعدم التوازن النفسي أو الاجتماعي مسألة في غاية الأهمية. إلا أن هذه المشكلة بكل ما تشكله من خطورة وما يرافقها من ظاهرة عمالة الأطفال وغيرها، يجب ألا تجعل من هذا القطاع يرى بعين واحدة ويغمض الأخرى عما هو أخطر من التسرب المدرسي والذي يمثل حصاداً مراً لطلاب في مقتبل الحياة من سلوكيات وانحرافات وهم داخل الحرم المدرسي.

أليست ظاهرة تفشي التدخين بين الطلبة في جميع المراحل التعليمية وبشكل غير مسبوق، تشكل خطورة كبيرة، أليس وجود بعض حالات التفشي لحبوب المخدرات ينبئ عن خطورة كبيرة أيضاً، سلوكيات الشغب بما تحمله من ميل نحو العنف والسب والشتم فيما بين الطلبة داخل الحصص الدرسية وفي الباحات وأمام المدارس وما يرافق ذلك من مشاكل في غالب الأحيان لا يحمد عقباها، تشكل خطورة كبيرة.

إذاً نحن أمام فاقد كبير يتعلق بالقيم والسلوكيات والتربية، مهما كانت أسبابه سواء كانت داخلية تتمثل في دور الأسرة بعدم قدرتها على السيطرة على أبنائها وتزويدهم بالوعي وأهمية التعليم، أو أسباباً تتعلق بدور المدارس وفشل الإدارات في ضبط الطلاب والتعامل معهم والنقص الكبير للكادر التدريسي لمختلف المواد وخاصة لدى طلاب مرحلة التعليم الأساسي الحلقة الثانية. إلا أننا أصبحنا أمام مظلة تعليمية ملونة من الخارج وهي مكسرة من الداخل، حيث تختلط الأمور الاجتماعية مع الاقتصادية لتولد خطراً كبيراً على جيل أصبح فيه الفاقد التعليمي والسلوكي يرافق شريحة كبيرة من الطلبة وهم مازالوا على مقاعد الدراسة.

ربما نحن الآن في نهاية العام الدراسي، إلا أن ذلك لا يعني أن هذه المشكلات ستنتهي معه. وبكل الأحوال يجب أن نبحث عن الأسباب على اختلافها. فأين ما يطلق عليه تكامل الأدوار بين المدرسة والمنزل، أين المرشدون الاجتماعيون في المدارس وأين تعويض الفاقد في الكادر التدريسي الذي تتغنى به الجهات المعنية منذ سنوات، وأين الأنشطة الترفيهية الداعمة؟

إن الفراغ الكبير الذي يعانيه طلبة المدارس اليوم وخاصة في الأرياف يرفع من نسبة هذه الظاهرة في ظل غياب واضح لدور مديريات التربية والإجراءات المناسبة للقضاء عليها ومحاسبة البائعين وأصحاب المحال الذين يبيعون الدخان للأطفال ومتابعة حالات الترويج للحبوب المخدرة حتى لو كانت قليلة، وغيرها من أمور التي يفترض أن تكون أولوية لدى القطاع التربوي.

عين على المجتمع -ميساء الجردي

آخر الأخبار
بحث تحسين الواقع الخدمي والإداري في «إزرع» وزير المالية: إعفاءات كاملة للمكلفين من غرامات ضبوط التهرب الضريبي د. "عبد القادر الحصرية"..تعليمات البيوع العقارية ..تعفي المشتري من  إيداع  50 بالمئة للعقار تكريم 150 طالباً من المعاهد التقنية بحلب أنهوا برنامج التدريب العملي الصيفي في منشآت الشيخ نجار الصن... حرصاً على المال العام.. نقل الأموال المخصصة للرواتب في السويداء إلى فرع ثانٍ مصادرة أسلحة وذخائر في بلدات اللجاة بدرعا يحدث في الرقة.. تهجير قسري للسكان المحليين واستيلاء ممنهج على أملاك الدولة  نمو متسارع وجهود مؤسسية ترسم مستقبل الاستثمار في "حسياء الصناعية"  محافظ درعا يبحث مع رجل الأعمال قداح واقع الخدمات واحتياجات المحافظة مصادرة كمية من الفحم الحراجي في حلب لعدم استيفائها الشروط النظامية للنقل معالجة مشكلة تسريح عمال الإطفاء والحراس الحراجيين.. حلول الوزارة في مواجهة التعديات والحرائق المستقب... الفضة ملاذ آمن على الجيوب والأونصة تسجل ٦٠ دولاراً دخول قافلة مساعدات جديدة إلى السويداء خالد أبو دي  لـ " الثورة ": 10 ساعات وصل كهرباء.. لكن بأسعار جديدة  "النفط" : أداء تصاعدي بعد تشغيل خطوط متوقفة منذ عقود.. وتصدير النفتا المهدرجة الذهب يرتفع 10 آلاف ليرة سورية وانخفاض جزئي لسعر الصرف في مرمى الوعي الاجتماعي.. الأمن العام ضمانة الأمان  1816 جلسة غسيل كلية في مستشفى الجولان الوطني إيطاليا تقدم 3 ملايين يورو لدعم الاستجابة الصحية في سوريا وزير الطاقة :٣,٤ملايين م٣ يوميا من الغاز الأذري لسوريا