بعيداً عن الحالات التحكيمية المثيرة للجدل، وعن أخطاء الصافرات، سواء كانت مقصودة أم غير متعمدة، وعن شعور بعض الأندية بالظلم، أو محاباة نادٍ على حساب آخر، بغية إيصاله إلى شاطئ الأمان في بحر الهبوط، أو إهدائه لقب بطولة دوري كرة القدم الممتاز، بعيداً عن هذه الحيثيات التي قد يكون معظمها مجرد أوهام، أو كوابيس تقض مضاجع البعض، وليست في حقيقتها إلا ثماراً لشطحات الخيال المصاب بداء الارتياب..لايمكن أن يكون الانسحاب من المباراة، وقد غدا ظاهرة، مبرراً تحت أي بند كان، ولا مسوغاً بأي ذريعة كانت، فهو يقدح في أبسط بدهيات الاحتراف، ويخالف كلّ أعراف العمل الرياضي الاحترافي، وصحيح أن احترافنا ممسوخ ومشوه ولا يملك شيئاً من الركائز والمقومات، لكنه احتراف، ولو بالشكل فقط، أو بالاسم فحسب!!
سمعنا الكثير عن أخطاء تحكيمية قاتلة حرمت أندية ومنتخبات عالمية من التتويج في البطولات الكبرى، لكننا لم نرَ حالة انسحاب واحدة..!!؟
عندما يصير الانسحاب ظاهرة، ليس دليلاً على غياب الاحتراف، وإنما لأن اللوائح والقوانين والبنود الانضباطية، قاصرة عن استئصالها من جذورها، وبعبارة أدق، لأن من بيده الحل والربط ليس أهلاً، لتطبيق القوانين على الجميع، بدون محاباة ولا مجاملات ولا مراعاة للخواطر..
مابين السطور -مازن أبوشملة