الثورة – عبد الحميد غانم
يقول الفيلسوف الانكليزي (توماس هوبز):”لا يمكن للإنسان التخلّي عن حق مقاومة من يعتدون عليه بالقوة لأخذ حياته منه”.
هذا ما أكده ويؤكده المقاومون الفلسطينيون كل يوم عبر المواجهات والمظاهرات اليومية في وجه آلة الحرب الإسرائيلية في القدس والضفة وغزة وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يثبت المقاومون الفلسطينيون تصميمهم وقدرتهم على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والرد على جرائمه المتمادية، من حيث لا يتوقع وفي عمق كيانه الغاصب.
تلك الصور والمشاهد الفلسطينية التي يتابعها العالم بصمت مريب، ويرى همجية الاحتلال الإسرائيلي وقتله الفلسطينيين وقمعهم، بسبب دفاعهم عن قدسهم وأقصاهم ووقوفهم في وجه تدنيس المستوطنين لمقدساتهم وفي وجه قوات الاحتلال وممارساتها لتهويد الأقصى والقدس وفلسطين ومحاولاتها تهجيرهم وتشريدهم وقلعهم من جذورهم التي يؤكدها التاريخ والجغرافيا والمصير والهوية والإرادة.
صور البطولة والصمود الفلسطينية تؤكد من جديد للعالم أن الفلسطينيين متشبثون بحقوقهم وبمقدساتهم وخيارهم الوطني في بناء دولتهم المستقلة، وتمسكهم بحقهم في المقاومة الذي هو حق شرعي تؤكده كل المواثيق والقوانين الدولية منذ الأزل وحتى الآن لاستعادة حقوقهم وتحرير أرضهم المغتصبة.
وتؤكد هذه الصور أيضا رسالة واضحة للكيان بأن وجوده على الأرض الفلسطينية مؤقت وزائل وأن البقاء لأصحاب الأرض الشرعيين، وأن حقوقهم الأصيلة لن تمحيها أضاليل الصهاينة وأساطيرهم الخرافية وتضليلهم الإعلامي الممنهج.
فهذه المقاومة محفورة في صدور المقاومين الفلسطينيين العارية يواجهون بها آلة الحرب والقمع الإسرائيلية التي لن تخيفهم لأنهم واثقون من النصر، وهي التي أخافت قلوب المستوطنين وأرعبتهم وهزت كيانهم المغتصب وزلزلت أركانه، لتصبح مسألة بقائهم على أرض فلسطين مسألة وقت لا أكثر لأن زوالهم وزوال كيانهم حتمي.
فرغم مضي عقود على قيام هذا الكيان الغاصب المحتل، لم ينس الفلسطينيون بأجيالهم المتعاقبة حقوقهم التي يحاول المحتل الغاصب طمسها وطمس هوية الأرض وتشريد أهلها، ومهما استخدم المحتل من القوة والخديعة والتضليل، ودعمته القوى الاستعمارية الكبرى، سيظل عاجزا عن محو فلسطين من الذاكرة والوجدان الفلسطيني لأنها متجذرة ثقافة ووجودا ومعرفة ؛ فالحق الفلسطيني واضح وضوح الشمس، و تقره جميع المواثيق والقوانين الدولية.
لقد سقطت نظرية الاستعمار في تثبيت اغتصاب فلسطين كحق للمستوطنين الصهاينة، فلا هو يملك ولاهم يستحقون. حيث سقطت المخططات الصهيونية أمام صمود شعب فلسطين ومقاومته المشروعة للاحتلال وتمسكه بحقوقه وهويته وأرضه.
وفي المقابل أظهرت المقاومة الفلسطينية أن الكيان الصهيوني من ورق وأن التصدع والخلل يصيبه من الداخل فنسبة المرضى النفسيين وحالات القلق والرعب في قلوب المستوطنين باعتراف الكيان مرتفعة وتزداد، في حين أن نسبة الهجرة المعاكسة بين المستوطنين الذين يتركون الكيان بشكل دائم أو مؤقت في تصاعد، ما يؤكد انتصار المقاومة على المشروع الصهيوني الذي يتلقى النكسة تلو النكسة، فليبارك شعبنا العربي في كل ساحاته المقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال الإسرائيلي وغيرها من المقاومات الشعبية للاحتلال الإسرائيلي سواء في الجولان، او الاحتلالين الأمريكي والتركي في الجزيرة السورية.
