“يقصفوا لعمري ياسعيدون”!

 

تكشف المقارنات القريبة أن الوضع الاقتصادي يتراجع بشكل متناسب مع تفاقم أزمة الكهرباء، كما تكشف أن كل الوعود بتحسن الواقع الكهربائي كانت مبنية وبإصرار على عناد مكشوف للجميع باستثناء الفريق الحكومي المعني بهذا الأمر.

وزارة الكهرباء تتحدث دائما عن جاهزية مجموعات التوليد وتفسر العجز بنقص الوقود ومعها كل الحق في موضوع نقص الوقود، ولكنها في المقلب الآخر تذهب الى بناء مزيد من مجموعات التوليد لتضيف مجموعات جديدة على المجموعات المتوقفة بسبب نقص الوقود وتتحدث عن انفراجات يسهل إزاحتها زمنيا بسبب الوضع الداخلي والخارجي.

وزارة الكهرباء معها كل الحق فيما تقول بشأن نقص الوقود، ولكنها لا تقول إن مردود مجموعاتها الجاهزة تستهلك كميات كبيرة من الوقود وتنتج قليلاً من الكهرباء، ولا تتحدث عن عجزها حتى اليوم عن إضافة ولو ٥٠ ميغا من الطاقات المتجددة وتنتظر القطاع الخاص ليقوم بهذا الدور بنفس الوقت الذي تعطيه الكهرباء من مخارج خاصة وعلى مدار الساعة.

المصافي متوقفة اليوم وقد تم استهلاك أغلب كميات الفيول التي كانت تملأ الخزانات، فمن أين ستُشغل مجموعة حلب المفترض دخولها الخدمة خلال أيام حسب وعود الكهرباء؟.

الكهرباء تحصل على ٨ ملايين متر مكعب من الغاز و ٧ آلاف طن فيول يومياً وهي تعادل ٥٥ % مما كانت تحصل عليه قبل الأزمة، حيث كانت تحصل الكهرباء على ٢٠ مليون متر مكعب غاز و٨ آلاف طن فيول بمجموع يعادل ٢٨ مليون متر مكعب غاز يوميا وكانت هذه الكمية تنتج أكثر من ٩ آلاف ميغا، ما يعني أن ما تحصل عليه اليوم يجب أن يولد أكثر من ٤٥٠٠ ميغا ولكنها تنتج ٢٨٠٠ ميغا وهناك من يقول 2300 ميغا، فما هو مردود المجموعات التي تتحدث عن جاهزيتها؟.

الوزارة غير ملامة لانخفاض مردود المجموعات لأن المجموعات انتهى عمرها الافتراضي، و غابت عنها الصيانات الدورية بسبب العقوبات ومحدودية الموارد وصعوبة تأمين القطع التبديلية، ولكنها ملامة لعدم شفافيتها في تبرير الواقع، وملامة لغياب مشاريع الطاقات المتجددة.

الحكومة والوزارة تتحدثان عن نقص الوقود ولكن ما الإجراءات التي قامت بها الحكومة وأين وعودها في الطاقات المتجددة، وأين دعمها لقطاع الحفر والاستكشاف في وزارة النفط لإصلاح الآبار التي دمرها الإرهاب؟، و أين دعمها لتأمين حاجة هذا القطاع من حفارات وتجهيزات لحفر آبار واستكشاف مواقع جديدة بعد أن فقدنا نفط وغاز المنطقة الشرقية؟.

العجز تتحمله الحكومة مجتمعة، والتقصير يدفع ثمنه البلد بأكمله، والأمور لن تكون أفضل في قادم الأيام بل على العكس، و التبريرات ستكون جاهزة، نقص في الوقود، زيادة الطلب بسبب ارتفاع درجات الحرارة، انخفاض مردود مجموعات التوليد والشبكة بسبب ارتفاع درجات الحرارة عن الدرجات المصممة عليها مجموعات التوليد، والمحصلة تراجع في الإنتاج وتوقف الورش والمعامل وخسائر في قطاعات السياحة والزراعة.

هل يعقل كل هذا العجز؟ هل عجزنا عن التوقف عند ما كنا عليه قبل عام واحد؟ أين ذهبت المبالغ والجهود والصيانات؟.

كان هناك شخص اسمه سعد ولكن لسمعته كانوا ينادونه سعيدون، ومرة اشتكى الجيران لوالدته أن سعيدون سرق بستانهم فوعدتهم بمعاقبته بأشد عقاب، وعندما حضر سعيدون قالت له أمه ” الله يقصفوا لعمري يا سعيدون إذا عمري بتذكر انك سرقت سرقة وتوفقت فيها”.

 

آخر الأخبار
كيف يواجه المواطن في حلب غلاء المعيشة؟ إزالة أنقاض في حي جوبر بدمشق ريف دمشق: تأهيل ٩ مراكز صحية.. وتزويد ثلاثة بالطاقة الشمسية جامعة دمشق تتقدم ٢٤٠ مرتبة في التصنيف العالمي إطلاق القاعدة الوطنية الموحدة لسجلات العاملين في الدولة ما هي أبرز قراراته المثيرة للجدل؟ شعبية ترامب تتراجع بعد مئة يوم على توليه منصبه  الأمم المتحدة تدعو لرفع العقوبات والاستثمار في سوريا الأوروبي" يواجه تحديات خارجية وداخلية.. فهل يتجاوزها ويصل إلى الحالة "التكاملية"؟ إعلام غربي يدعو للاستفادة من المتغيرات الدولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة The NewArab:  محادثات الشيباني وميلز ركزت على فرص تحسين العلاقات بين دمشق وإدارة ترامب مصر والسعودية تؤكدان ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا  حملة "شفاء".. عمليات جراحية نوعية في اللاذقية المصالح العقارية تضاهي "المركزي" بأهميتها..  خبير عقاري لـ"الثورة": الملكيات مُصانة ولا يمكن تهر... غلوبال تايمز: واشنطن بالغت في إبعاد الصين عن التجارة العالمية مظاهرات احتجاجية في تركيا وباكستان واندونيسيا..  عشرات الشهداء بمجازر جديدة للاحتلال في غزة الأمم المتحدة تدعو "الحوثيين" للإفراج الفوري عن جميع موظفيها المحتجزين تعسفياً  خارطة الخيارات الاستثمارية الحالية رهينة الملاذات الآمنة 70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس